هيثم خزعل«ما تعريفك للحب؟ كيف تكون العلاقة مثالية بين الرجل والمرأة؟ كيف يكسب الحبيب ودّ حبيبته؟ بالتنازل الكلي أم بفرض هيبته عليها؟ من أَحب إلى قلب حواء الرجل المرح أم الرصين؟» فجأة يمطرك سائق التاكسي بأسئلة تبدو مستقطعة من برنامج تلفزيوني... والحكاية تأتي خلال الرحلة معه من الكولا إلى المنارة. السائق الشاب غارق في دنيا العذاب الأنثوي، ونار الحب تختلج في قلبه. تصدم للوهلة الأولى باختفاء مصطلحات «غلاء، بنزين، أسعار» من حديث الرجل، لكنك تُسرّ حين يبدأ العاشق البوح بمكنونات قلبه لك، راجياً منك النصح والعون في مكر حواء. يروي السائق قصته التي بدأت حين طلبت منه الحبيبة الأولى أن يصبح مرحاً أكثر بعد أول زيارة له إلى بيتها، حتى يحوز رضى أمها. فمصير الحبيبين معلق على بسمة يرسمها على شفتي الأم. وعبثاً حاول مرة بعد أخرى، كل النكات كانت تذهب هدراً، حتى تلك التي حفظها من كتاب ابتاعه، لم تفلح في فك اللغز. خسر الحبيبة الأولى وعاد يمضغ الخيبة، لكنه ازداد تصميماً على البدء في تأهيل نفسه للتحوّل المطلوب من الرصانة إلى المرح.
لم تكن رحلة نسيان الحبيبة الأولى سهلة، واستقرت عقدة الذنب في قلب الشاب الحزين الذي عرف سبيله للحب بعد عام. عزم «المرح المتحوّل» زيارة أهل الحبيبة الجديدة بعد معرفة لم تتجاوز شهرين، لكنها بحسب الشاب كانت فترة كافية يكللها الكثير من رسائل الـ«SMS» الغرامية التي لم يتردد في إظهارها، معتداً بكفاءته المكتسبة في جذب النساء.
طلبت أم الفتاة منه هذه المرة أن يرقص على أنغام موسيقى الدبكة المنبعثة من التلفاز. تحدّى العاشق خجله ورقص أمام الأم خمس عشرة دقيقة. ضحكت الأم وأبدت إعجابها بجرأته، لكنها بعد مغادرته نعتته بالـ«كركوز». وما كان من الفتاة إلا أن أبلغته شرط الفوز بقلبها وهو «مزيد من الرصانة».جن جنون الشاب، لكنه أصرّ على فترة من «التحوّل المعكوس» من المرح إلى الرصانة، حتى لا يخيب أمله هذه المرة،.
ينهي الشاب قصته بالسؤال «ما العمل؟»، فلا تملك إلا أن تجيب «للحب أحكام». تهمّ بالترجل من السيارة فيرجوك أن تجيبه بوضوح أكثر، عساه يجد في الإجابة ضالته إلى قلب أهل حبيبته.