لليوم الثالث على التوالي، استمرّت ردود الأفعال الرسميّة على عمليّة تبادل الأسرى، مرحّبة بقرب خروج الأسرى اللبنانيين من السجون الإسرائيليّة. ومن بين تلك المواقف، وصف رئيس الحكومة، فؤاد السنيورة، هذه الخطوة بـ«الفشل الذريع لسياسة إسرائيل ونجاح وطني لحزب الله». ولفت السنيورة في بيانٍ أصدره مكتبه الإعلامي أمس، إلى أنّ «مطلب إطلاق الأسرى كان دائماً مطلباً ثابتاً ودائماً للحكومة في شتى المحافل والمراحل على مدى السنوات الماضية، حيث طالبت فيها كل المسؤولين والموفدين الدوليين بإطلاق سراح سمير القنطار ورفاقه». كذلك وجّه السنيورة في بيانه تحيّة «إلى عائلات الأسرى واللبنانيين جميعاً الذين نشاطرهم الفرحة بقرب إطلاق ذويهم من سجون العدو، وبخاصة المناضل سمير القنطار الذي انتظرته عائلته ووالدته طوال سنوات على أحر من الجمر، وكذلك اللبنانيون الذين ينتظرون عودته سالماً إلى وطنه». من جهةٍ ثانية، دعا السنيورة إسرائيل «إلى إدراك أنّ للبنان مطالب مشروعة لم تلتزم بعد بها، وأبرزها استمرار احتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخرقها للسيادة اللبنانية وعدم تسليمها لخرائط الألغام التي نشرتها قبل عدوان تموز وخلاله وخرائط مواقع القنابل العنقودية»، مطالباً إيّاها بتنفيذ القرارات الدوليّة.وبعيداً عن ردود الأفعال اللبنانيّة، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، باتّفاق تبادل الأسرى، منوّهاً بالتقدّم «الحاصل في الجوانب الإنسانية المتعلقة بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701». وأمل، من الجهة المقابلة، أن تشجّع هذه التحرّكات الإنسانية اتّخاذ المزيد من الخطوات لتطبيق الجوانب الأخرى من القرار 1701 وتسهم في تحرّكات إنسانية أخرى.
وبالعودة إلى الردود اللبنانيّة، أمل الرئيس سليم الحص «أن تكون فرحة اللبنانيين بتحقيق هذه الخطوة المجيدة بداية لتجديد الوحدة الوطنية في لبنان بعد الأحداث الأليمة التي ظهرت فيها انقسامات فئوية مصطنعة وضعت البلاد أمام مخاطر لا حدود لها».
بدوره، رأى النائب وليد جنبلاط أنّ عودة الأسرى من السجون الإسرائيلية مناسبة وطنية جامعة، آملاً أن ينسحب هذا التفاؤل على كلّ المجالات. وأوضح أن وفداً من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه «سيزور سمير القنطار لتهنئته» عندما يصل عميد الأسرى اللبنانيين إلى بلدته عبيه.
من جهته، شدّد الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، الدكتور خالد حدادة، على «أنّ هذه المناسبة هي حكماً مناسبة للوحدة الوطنية العامة، وهي فرحة يجب أن تستلزم تقويماً شاملاً لقواعد الانتصار الذي تكتمل إحدى حلقاته بهذه الخطوة».
ولفت حدادة أيضاً إلى «أنّ هذه العمليّة تستوجب الإقرار الجماعي بنهج المقاومة، من أجل التحرير وتحصين الوطن وحمايته، بالتكامل مع منطق الدولة المقاومة المحدّدة بوضوح لأعدائها والمتمسكة بقوة بوحدة أرضها والمتصدية للخرق اليومي لسيادته من العدو الإسرائيلي». كما لفت إلى ضرورة «أن تكون أيضاً فرصة للتفكير الجماعي في ضرورة استكمال فعل المقاومة التحرري بفعل تغيير ديموقراطي يؤسّس لبناء وطن حقيقي، تسوده العدالة والمساواة وتحكمه أنظمة ديموقراطية حقيقية بعيدة عن أشكال الفرز المذهبي والطائفي، وطن علماني عربي ديموقراطي يليق بالعائدين الأبطال الأسرى والشهداء».
أمّا النائب أنور الخليل، فأكّد «أنّ إقرار إسرائيل بهزيمتها وموافقتها على إطلاق الأسرى اللبنانيين من سجونها بشروط المقاومة، دليل على صدق نهج المقاومة وصحته وسلامته»، مشدّداً، من الجهة المقابلة، على «أنّ لبنان لا يزال يمتلك من القوّة ما يساعده على حفظ حقوقه وسيادته، وعلى ردع العدوان، ووقف الخروق والانتهاكات المتكررة لسيادتنا الوطنية».
ورأى رئيس حركة الشعب، النائب السابق نجاح واكيم «أنّ هذا الانتصار الجديد في سجل المقاومة يثبت أنها هي الطريق الوحيد للتحرّر والتقدم والكرامة». ولفت واكيم إلى «أنّ بانتظار هؤلاء الأبطال معارك أخرى في الداخل من أجل تحرير الإنسان من التعصب والتخلّف والأحقاد التي يبثّها أعداء الوطن، ومن أجل تحرير لبنان من أتباع الولايات المتّحدة والرجعيات العربية التي شككت في جدوى المقاومة وحتمية انتصارها».
كذلك رأى أمين سر شبيبة جورج حاوي، رافي مادايان، «أنّ التبادل الذي سيحصل قريباً عبر المفاوض الألماني هو استكمال لانتصار المقاومة على إسرائيل في حرب تموز 2006، كما هو فصل جديد من الصراع مع العدو بأشكال أخرى، سوف يفضي إلى إذلاله ويظهر صدقية حزب الله وصدق الوعد الذي أطلقه سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله باسترجاع أسرانا من المعتقلات النازية في إسرائيل». من جهة ثانية، طالب مادايان قيادة حزب الله بالتأكّد «من استرجاع رفات أعضاء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، رفاق الشهيد جورج حاوي، جمال ساطي وفرج الله فوعاني وإياد قصير وحسن ضاهر وحسن علي موسى وأبطال عملية تفجير إذاعة العميل أنطوان لحد، إلياس حرب وحسام حجازي وميشال صليبا».
ورأى رئيس تجمع الإصلاح والتقدم، خالد الداعوق «أنّ العمليّة إنجاز كبير، ليس للمقاومة فحسب، بل لكل لبنان الذي سيعيش الفرحة العارمة بهذه العودة التي ستجسد الوحدة الوطنية وتعززها».
من جهته، لفت المكتب السياسي لحركة النضال اللبناني العربي إلى «أنّ أسر الجنديين الإسرائيليين لم يكن مغامرة قامت بها المقاومة، بل كان عملية لتحرير الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، وعلى رأسهم عميدهم سمير القنطار».
من جهته، لفت الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى أنّ «رضوخ إسرائيل لشروط المقاومة هو اعتراف كامل بهزيمتها، كما يوجّه صفعة قويّة لكل المشكّكين بجدوى نهج وخيار المقاومة التي ثبت أنّها السبيل الوحيد لتحرير الأرض والأسرى والدفاع عن لبنان».
(الأخبار)