جمعت عمليّة تبادل الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيليّة «المعارض» و«الموالي» في خندق مقاومة العدو الصهيوني، فكانت غالبيّة التعليقات مؤيّدة لعمل المقاومة في تحرير الأسرى والشهداء. وفي هذا الإطار، أثنى عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب أكرم شهيب على صفقة تبادل الأسرى بين «حزب الله» والإسرائيليين، مشدّداً على «اعتبار إطلاق الأسرى بداية لصفحة جديدة وحافزاً لتأليف الحكومة». ولفت شهيّب إلى «أنّ موضوع الأسرى موضوع وطني بامتياز، فالجميع في لبنان يرون إسرائيل عدوّاً دائماً، وهذه الدولة المعتدية ترضخ للمرة الأولى لشروط بلد صغير». وأكّد شهيّب، ردّاً على السؤال بشأن المواقف اللافتة للنائب وليد جنبلاط عن تبادل الأسرى، «أنّنا نرى قضية استعادة الأسرى إنجازاً مهماً للبنان ولكل شعبه، وكان النائب جنبلاط أول المرحبين، وأول من قال إن حزب الله انتصر في حرب تمّوز، ونحن كنا دائماً سنداً للمقاومة، وهذا الأمر يعرفه الجميع».وعلى الصعيد الفلسطيني، أثنت حركة فتح على خطوة حزب الله «في شمول صفقة التبادل رفات دلال المغربي ورفاقها الأربعة». وفي هذا الإطار، لفت الناطق باسم فتح في الضفة الغربية فهمي الزعارير إلى أنّ الحركة تقدّر أي جهد يبذل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية.
وبالعودة إلى المواقف اللبنانيّة، رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير أنّ «الإفراج عن الأسرى دليل على بدء التفاهم ليعيش الناس بوفاق وسلام وتعم المصالحة بين جميع الدول لأننا دعاة سلام».
من جهة أخرى، أكّدت لجنة أهل الأسير جورج عبد الله وأصدقائه «أنّ عملية التبادل تفترض الحفاظ على عناصر قوة لبنان في معادلة الصراع اللبناني الإسرائيلي، ومن هنا ضرورة المحافظة على سلاح المقاومة واحتضانها وفق منطق استراتيجية التحرير والاستراتيجية الدفاعية». ومن الجهة المقابلة، أعادت اللجنة تذكير «جميع المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب بأن المناضل جورج عبد الله يُشرف على إنهاء عامه الرابع والعشرين في السجون الفرنسية أسيراً من أجل القضية الفلسطينية وعروبة لبنان»، مطالبة بدعم جهود الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين في تضامنها مع قضية عبد الله وسعيها لإطلاق سراحه.
وأمل النائب نعمة الله أبي نصر «من السياسيين، كل السياسيين، سواء أكانوا في السلطة أم في المعارضة، العمل الجدي من أجل إنهاء ملفّ اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية وإقفاله نهائياً رحمة بأهل هؤلاء».
ورأت رابطة النوّاب السابقين، بعد اجتماع عقدته برئاسة شفيق بدر، «أنّ هذا الإنجاز الوطني يجب أن يمثّل حافزاً لتوحيد كلمة اللبنانيين وصيانة وحدتهم الوطنية والعمل على تحرير باقي الأسرى والمعتقلين».
أمّا الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الوزير السابق فايز شكر، فلفت إلى «أنّ هذه العمليّة تؤكّد مرّة جديدة أنّ هذه المقاومة هي عنصر قوة للبنان، وعامل أساسي للنصر والتحرير والقوّة الرادعة لأي استهداف عدواني، وهي حاجة وطنية وقومية لمواجهة الأطماع الصهيونية».
من جهته، رأى الأمين العام لهيئة علماء لبنان الشيخ يوسف الغوش أنّ «قيادة المقاومة، وفت بوعدها اتّجاه الأسرى وجثامين الشهداء».
وأكّد رئيس اللقاء العلمائي في صور الشيخ علي ياسين «وجوب التمسّك بسلاح المقاومة، حتى لو خرجت إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية، لأن السلاح هو العامل الوحيد الذي يشدّنا للبقاء في أرضنا ويطمئننا إلى وطننا». ودعا الشيخ ياسين جميع اللبنانيين «إلى استقبال الأسرى والشهداء من كلّ التوجهات والطوائف، والتوحّد لمواجهة الخطر في لبنان، لكي يبقى لبنان وطناً نهائياً لكل أبنائه وطوائفه».
بدوره، لفت تجمع شباب بيروت الأمين إلى «أنّ هذا الانتصار هو محطّة جديدة من تحرير الإنسان من الأسر الإسرائيلي الحافل بشتّى أنواع التعذيب والتنكيل الإرهابي». ورأى التنظيم العروبي الناصري في لبنان «أنّ السيد حسن نصر الله صدق بوعده في الانتصار على العدو الإسرائيلي وتحرير الأسرى من سجونه».
كذلك أشار اللقاء الإسلامي في صيدا والجوار، في بيانه أمس، إلى أنّ «تحرير الأسرى ورفات الشهداء الذين سقطوا على مدى العقود الثلاثة الماضية، ومنهم شهيدا الجماعة الإسلامية عبد الرحمن المسلماني وفهد أحمد معروف، ما هو إلّا محطّة من محطّات الصراع والجهاد ضد هذا العدو». ودعا اللقاء أيضاً إلى ضرورة اعتبار يوم تحرير الأسرى ورفات الشهداء يوماً وطنياً جامعاً يعبّر فيه عن وحدة اللبنانيين جميعاً، والتأكيد على مشاركة صيدا، مدينة المقاومة والشهداء والوحدة الوطنية، في استقبال أبناء الوطن المقاومين والشهداء.
ورأى رئيس حزب الحركة اللبنانية المحامي نبيل مشنتف أنّ «تحرير الأسرى عمل جبّار يقوم به حزب لبناني في هذه الظروف الصعبة والمصيرية أمام دولة إسرائيل الأقوى عسكرياً والمدعومة من أكبر القوى العالمية».
من جهة أخرى، يعقد الأمين العام للجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية ومركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب محمد صفا، مؤتمراً صحافياً، الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في المركز. ويتحدّث فيه عن عملية التبادل وقضية المعتقلين اللبنانيين والعرب والمفقودين، ودور اللجنة في عملية تحرير الأسرى.