قاسم متفائل بقدرة الحكومة وجعجع يهاجم برّي والحريري يشيد بخوريمشهدان أطلّا على الساحة السياسية، أمس، الأول تجسّد في المواقف التي تنتقد تأخير تأليف الحكومة، والثاني بعد إعلان التأليف والذي بدأ بالحديث عن المرحلة المقبلة وتحدياتهاقبيل أول إطلالة له على العالم الخارجي، من باريس، تحدث رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، إلى مجلة «الاكسبرس» الفرنسية، معرباً عن اطمئنانه لسير العمل في الحكومة الأولى في عهده، ومطمئناً إلى أنه رغم الخلافات بين المجموعات السياسية التي تشارك فيها إلا أن هناك «قواسم مشتركة يلتقي حولها الجميع وتربط ما بين اللبنانيين سيتضمّنها البيان الوزاري». وأكد أن أي حديث عن امتحان قوة في الداخل هو «أمر غير معقول وغير مسموح به إطلاقاً».
واستغرب القرار البريطاني تجاه حزب الله، مشدداً على أن الحزب لبناني «انبثقت منه مقاومة وطنية حررت الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، وقد تم التحرير في وقت غابت فيه الدولة عن الجنوب نحو 30 عاماً وتفككت أوصالها، ولا أعتقد أن من يدافع عن أرضه وسيادته ويسترجعها من أيدي الاحتلال يمكن وصفه بأنه إرهابي». ولفت إلى أن الاستراتيجية الدفاعية ستبحث على طاولة الحوار، مؤكداً ضرورة «الاستفادة من قوة المقاومة لمضاعفة القدرة القومية لبناء استراتيجية دفاعية ولا سيما أن بقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال ومواصلة العدو تهديداته وخروقه للسيادة، يحتّمان علينا اللجوء إلى مثل هذه الاستراتيجية التي تحمي الوطن بالتزامن مع حوار هادئ للاستفادة من طاقات المقاومة لهذه الاستراتيجية». وقال إن اللبنانيين مجمعون على حقهم في استرجاع أرضهم المحتلة «وهم في الوقت نفسه يدعمون أي جهد لتحقيق سلام عادل يستفيد منه لبنان». وأعلن أنه سيعمل على أن تستعيد العلاقة مع سوريا «طبيعتها الأخوية»، وإنشاء «علاقات دبلوماسية تعود بالخير على كل منهما».
وفي احتفال على طريق المطار، أمل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن يكون تأليف الحكومة «مقدمة لمعالجة القضايا التي يحتاج إليها لبنان»، معتبراً أنها قادرة على «أن تفتح الباب لثلاثة أمور كبرى: معالجة الشؤون الاقتصادية الاجتماعية، التهيئة لإعادة إنتاج السلطة من خلال قانون الانتخابات، وإجراء حوارات هادئة بنّاءة لكل القضايا التي نحتاج لأن نتحاور بها». وقال إنه لو كان لحزب الله حصة أكبر في الوزارة «لأحضرنا لهم جميع أطياف المعارضة إلى داخل الحكومة». وأردف: «لولا أنهم يخافون من كثرة زهدنا لتخلّينا عن الوزير الواحد لمصلحة معارض آخر، لكن يبدو أن هذا المستوى لا يتحمّله لبنان».
كذلك، هنأ النائب سعد الحريري اللبنانيين بالحكومة، معتبراً أنهم يستحقون «أن يهنأوا بالاستقرار السياسي والدستوري لتثبيت الاستقرار الأمني»، وحيّا الوزراء الذين لم يعودوا في التشكيلة الجديدة، وغطاس خوري «الذي لم يتردد في سحب ترشيحه هذه المرة، كما في السابق، أمام مصلحة لبنان عموماً ومصلحة قوى 14 آذار تحديداً».
أما رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، فاختار أن يرد على الرئيس نبيه بري، قائلاً: «إذا كان هناك فعلاً تفريط بالعدل والعدالة، فذلك حصل بين سنتي 1984 و1988 يوم كان وزيراً للعدل»، ثم «بين سنتي 1990 و2005 على مرأى ومسمع منه كل يوم». ورأى أنه يحق للبطريرك نصر الله صفير «إعطاء دروس في الديموقراطية لا من أوستراليا فحسب، بل من لبنان ومن واشنطن وباريس لأن هناك كثيرين بحاجة إلى هذه الدروس، وكلام الرئيس بري عن البطريرك خير دليل على ذلك».
في مجال آخر، تميزت «جبهات» القتال في طرابلس، بهدوء تام، بعد دخول الجيش وإزالته الدشم والسواتر الترابية عن جانبي خطوط التماس، وخصوصاً في محيط مجمع المهجرين السكني المعروف باسم مجمع الحريري، وساحة الأميركان وطلعة الشعراني.


حكومة «الوحدة» مذهبيّاً وحزبيّاً

توزعت مقاعد حكومة الـ 16/11/3، مذهبياً وحزبياً على الطريقة اللبنانية كالآتي: الموالاة: 6 سنّة، 4 من المستقبل وواحد من التكتل الطرابلسي والسادس مستقل، 3 موارنة من: الكتائب والقوات وقرنة شهوان، أرثوذكسيان: قواتي ومستقل، درزيان من «التقدمي»، وكاثوليكي مقرب من جنبلاط وأرمني من المستقبل وشيعي.
المعارضة: 5 شيعة: واحد من حزب الله و3 من أمل وواحد قومي، مارونيان وأرثوذكسي من التيار الوطني وكاثوليكي من الكتلة الشعبية ودرزي من الديموقراطي وأرمني من الطاشناق. وحصة رئيس الجمهورية: ماروني وكاثوليكي مستقلان وأرثوذكسي مقرب من الموالاة.