يحيى دبوقوفيما أكد مصدر أمني إسرائيلي رفض الكشف عن هويته لصحيفة جيروزاليم بوست أن «إسرائيل تسلّمت الأشلاء»، شدد على أن «حزب الله وافق على إعادتها كبادرة حسن نية»، موضحاً أنه «لم تنسّق هذه الخطوة مسبقاً مع إسرائيل»، إلا أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أشاروا لموقع صحيفة هآرتس إلى أن «الحزب ألزم نفسه إعادة الأشلاء في مباحثاته مع الوسيط الألماني غيرهارد كونراد، وأنهم في إسرائيل كانوا على علم قبل عدة أيام بأن الأشلاء ستصل» إلى الدولة العبرية.
من جهتها، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن «خطوة حزب الله كانت أحادية الجانب، وأراد من خلالها دفع صفقة التبادل قدماً»، مشيراً إلى أنهم «في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يؤكدون أن تسليم الصندوق ليس جزءاً من صفقة متبلورة، إذ إننا لن نرى غداً صباحاً الداد (ريغف) وأودي (غولدفاسر) في إسرائيل».
وأضاف المصدر العسكري نفسه أن «إسرائيل فوجئت بالخطوة التي نفّذت من دون تنسيق مسبق»، مؤكداً أن «أغلب العائلات التي دفنت أعزائها بشكل غير كامل أُبلغت وسوف تعالج الأشلاء بالتنسيق معها، ذلك أن موقف العائلات أساسي في إطار المعالجة».
بدوره، أشار معلّق الشؤون العسكرية في التلفزيون الإسرائيلي ألون بن دافيد إلى أن «إسرائيل فوجئت بالخطوة، بل إن الجيش الإسرائيلي استدعى وحدة تفكيك العبوات لمعالجة الصندوق قبل فتحه والتأكد من محتوياته، ومن ثم أرسل الأشلاء إلى معهد التشخيص الجنائي لتحديد هويتها»، مشيراً إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن «نصر الله أراد أن تظهر المسألة كأن هناك عملية تبادل (مقابل الأشلاء)، لكن يجب القول إنه في الإجمال، هناك أجواء مريحة جداً استعداداً لصفقة نتوقعها». وعن صفقة التبادل والنقطة التي وصلت إليها، قال بن دافيد إن «الاتصالات تجري عبر الوسيط الألماني، وإسرائيل تنتظر رد حزب الله على اقتراحها الذي وصفته بالأخير، والذي يشدد على عدم تضمّن الصفقة لأسرى فلسطينيين، وإذا كان رد حزب الله إيجابياً فإن الطريق ستكون معبّدة لصفقة تعيد الأسيرين الإسرائيليين، لكن من دون شك فإن ما حصل اليوم خلق جواً أفضل، وربما نحن في مرحلة نقترب فيها من نهاية لمأساة ريغف وغولدفاسر».
وشدد المراسل العسكري للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، روني دانيئيل، على أن «خطوة تسليم أشلاء الجثث هي قرار داخلي في حزب الله وقد اتخذ داخل الحزب، وكان مفاجئاً لإسرائيل»، مضيفاً «بعد محاولات من جانب حزب الله لاستغلال الأشلاء في السابق، يقوم اليوم باستخدامها لتسريع الخطى نحو عملية تبادل كبرى» مع إسرائيل.
أما معلّق الشؤون العربية في التلفزيون الإسرائيلي عوديد غرانوت فأضاف: «هناك إشارات تفيد بأن ما حصل هو جزء من الصفقة الكبرى لتبادل الأسرى»، مشيراً إلى أنه «من الصعب تحديد الوقت ومتى تتم هذه الصفقة، لكن لا يوجد معارضة إسرائيلية لتنفيذها وأن تشمل سمير القنطار بعد أن وافقت الأغلبية في مجلس الوزراء على إطلاق سراحه، لكن بشرط أن لا تشمل أسرى فلسطينيين وعدم إعطاء نصر الله ما ليس له».
وفي السياق نفسه، نقل المراسل العسكري للقناة الأولى يؤاف ليمور، عن مصادر أمنية إسرائيلية أن «المسألة تتعلق بمسار يتوقع في نهايته أن نصل إلى الصفقة التي تشمل إعادة إيهود غولدفاسر والداد ريغف إلى إسرائيل مقابل إطلاق سراح سمير القنطار وأربعة آخرين من حزب الله، إضافة إلى عشر جثث لمقاتلين من الحزب»، مشيراً إلى أن «المسائل ستتبلور في غضون أسابيع معدودة، وما حصل اليوم (إعادة الأشلاء) ليس منفصلاً عن الصفقة، ويمكن اعتباره خطوة لبناء الثقة، وكل طرف يقوم بما يفرح الطرف الآخر من أجل المساعدة على بلورة الصفقة القريبة، التي نسمع أنها ستنفّذ في موعد غير بعيد».