طرابلس ـ فريد بو فرنسيستمثّل الامتحانات الرسمية الشغل الشاغل للتلاميذ والأهالي على حدّ سواء، ويظهر قلقهم من الأسئلة، وخصوصاً في المواد العلمية، وطريقة طرحها، والتشدّد في الرقابة. ومع اقتراب موعد انطلاق هذه الامتحانات، تتكثف الاستعدادات في المدارس الرسمية والخاصة، لا عند التلاميذ فقط بل عند إدارات المدارس والأساتذة، وخصوصاً عند أهالي التلاميذ الذين ترتب الامتحانات الرسمية على بعضهم أعباءً مالية إضافية مع ازدهار موسم الدروس الخصوصية.
تبدأ عملية تهيئة التلاميذ لدخول الامتحان الرسمي في المدارس منذ بدء العام الدراسي، وحتى في السنوات التي تسبق صفوف الشهادة، نتيجة كثرة المواد التي يترتب على التلميذ درسها للامتحان في المناهج الجديدة. وينظّم التلاميذ أولوياتهم في الدرس، وفي طريقة تحضيرهم للمواد، فيركز عدد كبير منهم على المواد ذات العلامات العالية، ويهملون التي تقل علاماتها، ما يؤدي إلى تناول بعض المواد على نحو سطحي غير عميق لضمان المعدل والنجاح.
ويقول الأستاذ سليم جريج مدير مدرسة الفرير دو لاسال في دده الكورة، إن التحضير للامتحانات الرسمية يبدأ منذ بداية العام، الأمر الذي يحتّم على التلاميذ متابعة البرنامج بشكل دائم من دون انقطاع. ويبدأ تحضيرهم من صفوف المتوسط، فيكتسبون القدرة على التحليل والاستنتاج والتقييم. ويضيف: «يخضع طلابنا لامتحان نهاية السنة بشكل عادي، وتوضع علاماته بشكل جدي، ومن يغب يسجل له صفر على مجمل المواد، تأتي بعد ذلك المرحلة الأخيرة ما قبل الامتحان، إذ يداوم التلاميذ في المعهد ضمن الدوام الرسمي، ويسجلون ما عندهم من ملاحظات وأسئلة يقدمونها إلى أساتذتهم من أجل مساعدتهم على حلها».
يأمل ميلان، وهو تلميذ في الصف الثاني الثانوي، اقتصاد واجتماع، أن ينجح لأنه يستعد بشكل جيد، فلم يعد يخرج من المنزل، أو يسهر مع الأصحاب، كي يتسنى له التركيز على الدروس بشكل جدي، ولذلك فهو يحرم نفسه من مشاهدة التلفزيون، ويستيقظ باكراً لتحضير المواد، وخصوصاً تلك التي تتطلب التركيز.
أما التلميذ جوزيف البيسري فيستعد لامتحانات الشهادة المتوسطة بشكل كبير، وهو لهذه الغاية يحاول قدر الإمكان درس البرنامج أكثر من مرة، ويقول إنه استعان بمدرّس خصوصي في المواد العلمية التي تعدّ الأساس في الامتحان، وتكون عادة علاماتها عالية جداً، وتمثّل بالتالي عامل النجاح.
ومن جهة أخرى، تقول السيدة إلهام الصيصي إنها تفضل أن يكون ابنها بمفرده خلال فترة استعداده للامتحانات، تجنباً لأي شيء قد يلهيه عن مراجعة دروسه، إلا أنها أشارت إلى إمكان الاستعانة بمدرّس خصوصي إذا واجه صعوبات.
ويعمد بعض المدارس إلى إجراء ما يسمى « brevet blanc» في نهاية العام، من أجل إعطاء فرصة للتلميذ للتعرف على كيفية طرح الأسئلة في الامتحانات الرسمية، واكتشاف مدى قدرته على حلها، وكانت معظم المدارس في الشمال قد أعطت فرصة أسبوعين لتلاميذها قبل الامتحان، إفساحاً في المجال أمامهم لمراجعة البرنامج بكامله.