Strong>يحيى دبوقرجّحت تقارير إعلامية إسرائيلية أن تكون صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل في مراحلها الأخيرة. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر إسرائيلية على صلة بمفاوضات التبادل السرية غير المباشرة الدائرة بين الجانبين قولها إن «لحظة الحسم (بشأن إبرام صفقة تبادل بين الجانبين) تقترب»، مشيرة إلى أن مجلس الوزراء الأمني المصغّر سيجتمع في الأيام القريبة ليتخذ قراراً بهذا الشأن.
ونفى مسؤولون في مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية ما ذكرته الصحيفة. إلّا أنه كان لافتاً أن النفي اختصّ بالجزء المتعلّق بقرب انعقاد المجلس الوزاري المصغّر لبتّ قضية التبادل، لا بأصل الانعقاد.
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة بأن ممثّل رئيس الحكومة الإسرائيلية لشؤون المفقودين والأسرى الإسرائيليين، عوفر ديكيل، غادر إسرائيل صباح أمس متوجهاً إلى إحدى الدول الأوروبية «في إطار الاتصالات الجارية لإبرام صفقة التبادل مع حزب الله»، وامتعنت الإذاعة عن ذكر المزيد من التفاصيل.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر إسرائيلية تقديرها أن حزب الله مستعد لاستكمال الصفقة، مشيرة إلى «بادرة حسن النية» التي قام بها الحزب، قبل أسبوعين، حين نقل إلى إسرائيل عبر الصليب الأحمر أشلاءً لجثث جنود إسرائيليين قتلوا خلال عدوان تموز.
وفي إطار الاستعداد للصفقة وتليين المواقف الرافضة لها، ذكر مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت للشؤون السياسية، شمعون شيفر، المعروف بصلته الوثيقة بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أنه من المتوقع أن يلتقي أولمرت بعائلة الطيّار المفقود رون أراد، الثلاثاء المقبل، لوضعها في آخر التطورات بشأن مفاوضات التبادل. وأشار شيفر إلى أن اللقاء المزمع مؤشر إضافي إلى اقتراب لحظة اتخاذ القرار الإسرائيلي، مرجّحاً أنّ أولمرت سيطلع عائلة أراد على إمكان إطلاق سراح الأسير اللبناني، سمير القنطار، في إطار الصفقة المتبلورة مع حزب الله. وأضاف شيفر أن أولمرت سيقول لعائلة ملّاح الجو المفقود منذ عام 1989 إن «حزب الله غير قادر على توفير معلومات تتعلق بمصير رون، وبالتالي لن يكون هناك معنى لاستمرار احتجاز القنطار كورقة مساومة لقاء الحصول على معلومات كهذه».
ومن المعلوم أن حزب الله وإسرائيل كانا قد اتفاقا على أن يكون هناك مرحلة ثانية لصفقة التبادل التي أبرماها عام 2004 تشمل إطلاق سراح القنطار في مقابل سعي حزب الله للحصول على معلومات تكشف مصير الطيار الإسرائيلي. إلا أن المرحلة الثانية لم تخرج إلى حيّز التنفيذ أبداً، فيما جرى التعامل إسرائيلياً على أن مصير القنطار والإفراج عنه مرتبطان بكشف مصير أراد.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى للصحيفة نفسها، إنه «بعد إطلاق سراح القنطار، من المفترض أن لا يكون لحزب الله دافع آخر للقيام بمزيد من عمليات اختطاف جنود» إسرائيليين، فيما رأت مصادر أخرى أنه «لو قامت إسرائيل بتحرير القنطار في صفقة عام 2004، وهي الصفقة التي استرجعت إسرائيل من خلالها (العقيد الإسرائيلي) الحنان تننباوم وجثث ثلاثة جنود إسرائيليين خطفوا عام 2000 من جانب حزب الله، لكان بالإمكان منع وقوع حرب لبنان الثانية»، مضيفة أن «إسرائيل أخرجت القنطار في اللحظة الأخيرة من الصفقة، وطلبت مقابله أن تتلقّى معلومات من حزب الله تتعلق بمساعد الطيار رون أراد».
ورأت مصادر أمنية إسرائيلية أن سمير القنطار تحوّل إلى عبء وإلى تهديد للجيش الإسرائيلي، مضيفة أنه «إذا كان حزب الله غير قادر على توفير المعلومات اللازمة (لجهة رون أراد)، فإن القنطار سيتحول من ورقة مظفّرة في يد إسرائيل إلى تهديد دائم لجنود الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية، بل إن كل واحد منهم (الجنود) قد يقع ضحية لعملية خطف، إن عاجلاً أو آجلاً».
وفي سياق متصّل، أكدت مصادر دبلوماسية في نيويورك لمراسل «الأخبار» نزار عبود أن تبادل الأسرى بات وشيكاً بعد تسجيل حركة تفاوض حثيثة، وبتكتم شديد، عبر الوسيط الدولي الألماني. ولم تستبعد المصادر، التي امتنعت عن تقديم المزيد من التفصيل، أن يتم التبادل إما الجمعة أو الأحد من هذا الأسبوع، وعلى رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار.