رضوان مرتضىللتوتر الطائفي والمذهبي الذي يشهده لبنان أبعاد جنائية. إذ تضاف إلى انتشار السلاح بأيدي المواطنين وسهولة شرائه واقتنائه، ظاهرة الإفلات من الملاحقة القضائية والحماسة لمصلحة مذهب أو طائفة على حساب أخرى. وهكذا يتحوّل الاختلاف في الرأي إلى خلافات شخصية ومشادّات كلامية تتحوّل بدورها إلى عراك بالأيدي ثمّ إطلاق نار. حصل ذلك في دوحة عرمون وتمكّن القضاء من وضع اليد على الحادث.
«من هم الأقوى: الدروز أم البعلبكيّون؟» سألت الفتاة ممازحة صاحب المتجر الذي كانت تشتري منه الشوكولاتة ويدعى أسعد ز.، مزحة مهى ب. وهو اسم الفتاة، لقيت الرد عليها من جانب صديق أسعد المذكور فريد ج. الذي صفع الفتاة كردّ فعل على كلامها. تطور الأمر بعد ذلك إلى عراك بين صاحب المتجر وصديقه من جهة، وبين مجموعة من الشبان، بعضهم قال إنه صودف وجودهم في المكان، بينما قال بعضهم الآخر إنهم جاؤوا لينتقموا لصفع الفتاة. وقد استُخدم السلاح في الصدام وأدى إطلاق النار إلى مقتل عبد الله ب. وجرح حسن س.
توافقت الجهتان على السبب الرئيسي الذي أدّى إلى الإشكال وهو مزحة الفتاة، لكن الاختلاف كان على كيفية تطور الأحداث، الأمر الذي أوجد روايتين. الرواية الأولى تتحدث عن قدوم سيارة على متنها مجموعة من الشبّان وبينهم كلّ من حسن س.، الذي أصيب بثلاث طلقات نارية في الإشكال، وعبد الله ب. وهو من التابعية السعودية الذي توفّي إثر إصابته برصاصة في ظهره. وتضيف الرواية، ترجّلوا من السيارة ودخلوا إلى متجر أسعد ز. سائلين عمن صفع الفتاة مهى ب. عندها أجاب صديق صاحب المتجر فريد ج. بأنه الفاعل، فتطور الأمر إلى شجار، في هذا الوقت تدخل صاحب المتجر أسعد ز. وأطلق النار من مسدسه غير المرخص على الشبان الذين هاجموا متجره.
أما الرواية الثانية التي نقلت عن لسان الفتاة مهى ب. والتي تتبّنى فرضية مصادفة وجود الشبان في المكان، فتقول إن حسن س. الذي أصيب في الإشكال، سأل الفتاة: «مين عم يتعرضّ للبعلبكيّة»، فروت له بدورها ما حدث. عندها ترجّل شقيق حسن س.، إبراهيم س. من السيارة وتوجه إلى المتجر المذكور مهدّداً: «أنا بكسّر الدوحة كلها على اللي بيجيب سيرة البعلبكيّة»، عبارة أجاب عنها فريد ج. الذي كان في المتجر بـ«يا وحش»، تطور الأمر بعد ذلك إلى عراك وحدث ما حدث. وعن إصابة السعودي ومقتله، فقد قيل بمصادفة وجوده في المكان وقت وقوع الإشكال.
بعد سماع مطالعة النيابة العامة والدفاع والمتهم قررت المحكمة بأكثريتها تجريم المتهم أسعد ز. وتنفيذ حكم الأشغال الشاقة بحقه لمدة 15 عاماً بعد إدغام العقوبات وتخفيفها إلى مدة ست سنوات.