حسين يتيم (نائب سابق)لمناسبة ذكرى استشهاد نائب بيروت السابق المرحوم الصديق وليد عيدو، نتذكر الصداقة التاريخية التي جمعت بينه وبين جميع محبيه، ونحن من أوائلهم، ونتذكر القاضي العادل الحازم المتواضع وجابر عثرات المظلومين. ونتذكر النائب الجريء المشرّع بفضل معرفته الواسعة بالقوانين، ولا سيما الدستورية، ولا يسعنا هنا وقد أحيا تيار المستقبل ذكراه بما كان عليه من خصائل أوصلته إلى القضاء والتشريع، إلا إدانة الجريمة الشنعاء التي أودت به وبولده المحامي الشاب المهذب خالد وهو في زهرة شبابه.
إننا إذ نرى أنه في موكب الشهداء الذين ذهبوا فداءً للرأي والكلمة الجريئة، إنما هو أيضاً شهيد من شهداء لبنان في موكب الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري، الذين افتدوا الوطن بدمائهم، دفاعاً عن الكلمة والحرية والموقف الشجاع.
وعلينا في هذا الوطن أن نتخذ من استشهاد هذه القوافل الطويلة أمثولة لا نحيد عنها. إن الموقف الحر لا يقابل بالعصا، والكلمة مهما كان مضمونها لا تواجه بالحراب، والمواطن، مهما كان خطه السياسي، حرام أن يهدر دمه.
فنحن في لبنان كشعب حضاري لا يمكن لنا أن نخرج على ثقافتنا. وإن ما يجري في بلدنا ليس صناعة لبنانية بل هو بضاعة مستوردة. فلتكن حياة الشهداء لنا حجة علينا كي تبقى لنا حصانة الأخلاق السياسية ويبقى لنا الوطن. رحم الله وليداً وخالداً وجميع شهداء لبنان.