يحيى دبوقوأعرب أفراد العائلتين عن انطباعهم بأن لدى باراك التزاماً شخصياً عميقاً باستعادة الأسيرين. ويأتي الاجتماع عشية النقاش المتوقع بشأن صفقة التبادل المتبلورة في المجلس الوزاري الأمني المصغر الأحد المقبل، وفي ظل تصريحات لباراك تحدث فيها عن إشكالية ينطوي عليها إطلاق سراح القنطار إذا كان الأسيران الإسرائيليان في عداد الأموات. وأعلنت العائلتان أنهما ستقصدان القدس المحتلة من أجل الاجتماع إلى الوزراء والاطمئنان إلى تصويت أغلبية في الحكومة المصغرة لمصلحة إقرار الصفقة. ومن المتوقع، في ضوء التجارب السابقة، أن لا يتأخر الإنجاز الفعلي للصفقة أكثر من أيام معدودة، في حال المصادقة عليها من جانب المجلس الوزاري المصغر الأحد.
وكان باراك صرح أمام الصحافيين في باريس أول من أمس أن المفاوضات لاستعادة الأسيرين قيد النضوج، وأن حسم القضية سيكون «في الأيام والأسابيع المقبلة، لا في غضون أشهر».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن باراك قوله، خلال مشاورات أجراها أخيراً مع مسؤولين في جهاز الأمن وسياسيين ومقربين منه، إن عملية تبادل أسرى يتم خلالها إطلاق سراح أسرى لبنانيين مقابل جثتي الجنديين الإسرائيليين هو أمر «صعب ينطوي على إشكالية»، مبرراً موقفه هذا بأن صفقة كهذه من شأنها أن تمثّل سابقة سلبية وخطرة بالنسبة لإسرائيل. وبحسب الصحيفة، رأى باراك أن إطلاق سراح القنطار ومقاتلي حزب الله الأسرى في إسرائيل مقابل جثتي الجنديين «ستكون له انعكاسات مهمة، ويتوجب التدقيق في الأمر بشكل عميق». وبحسب الصحيفة، فإن معظم المسؤولين الأمنيين الذين تحدث معهم باراك في الموضوع عبروا عن تحفظهم على إطلاق سراح القنطار، مشيرين إلى أن «هذه العملية قد تكون سابقة خطيرة وخطأً فادحاً»، ونصحوا بإجراء «حوار شعبي حاد بشأن هذه المسألة». وفيما رأى هؤلاء أن «إعادة القنطار ستضر بمصالح دولة إسرائيل»، وشددوا على أن عمليات الخطف عموماً أصبحت وسيلة ابتزاز ومشكلة استراتيجية تستنزف المعنويات وتمسّ بالصمود الإسرائيلي، وتؤثر على قرارات القيادة السياسية في مجالات مركزية، وألمح مسؤولون آخرون إلى إمكان أن يسعى وزير الدفاع بعد استكمال الصفقة الحالية إلى تحديد معايير جديدة و«مستوى ثمن آخر» لأوضاع مشابهة في المستقبل.
وأشارت «يديعوت» إلى أن باراك ترك لدى من تحدث معهم عن تبادل الأسرى مع حزب الله انطباعاً بأنه بلور موقفاً حازماً بشأن الموضوع، ويتوقع أن يعبر عنه خلال اجتماعي الحكومة والمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية.
وقالت يديعوت أحرونوت إنه من الجائز أن يعبّر باراك عن موقف «أخلاقي»، لكنه لن يعارض الصفقة. من جهة أخرى، يعارض رئيس جهاز الموساد مائير داغان صفقة تبادل الأسرى إذا تبين أن الجنديين ميتان، ورأى أنه «مقابل جثث نسلم جثثاً». ولم يعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عن موقفه في هذا الموضوع باستثناء القول في محافل خاصة إنه ينبغي التعامل معه «بعقلانية ومن دون تأثر».
إلى ذلك، أظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت أمس تأييد 65% من الإسرائيليين ومعارضة 27% الإفراج عن القنطار مقابل استعادة إسرائيل جندييها الأسيرين لدى حزب الله إيهود غولدفاسير وإلداد ريغف، رغم عدم توافر معلومات عما إذا كانا على قيد الحياة. كما أيد صفقة تبادل أسرى كهذه 61% من الإسرائيليين حتى لو تبين أن غولدفاسير وريغف ميتان، وعارض الصفقة في هذه الحالة 32%.