فداء عيتانيلن نعلم ردة فعل البونا يعقوب الكبوشي وتعليقه على مراسم تطويبه، ولن نعرف ما الذي أدلى به من عليائه في هذه المناسبة، فدنيا الحق منفصلة بالكامل، ولا مراسلات بينها وبين هذه الفانية، وما يراه بونا يعقوب سيبقى إلى زمن القيامة حبيس آخرته. ولكن لا يمكن أن يسر البونا يعقوب، وهو القديس المطوّب، بازدحام السير الناتج من الإجراءات الأمنية المرافقة لمراسم التطويب، كما أنه لن يسر على الأغلب بالحضور في المراسم، وخاصة أن المتواضع بين صفوف الحضور الرسمي في ذمته عدد من القتلى يفوق كل معجزات البونا يعقوب ومجمل القديسين المطوبين في لبنان، إضافة إلى أن الإجراءات الأمنية في هذه المناسبات لا مكان لها، فالقاتل والمقتول يتشاركان الجلوس جنباً إلى جنب، ولو لم تكن هذه من تقاليد السياسة اللبنانية لأمكن إضافتها إلى سلسلة معجزات أبونا يعقوب. وبغض النظر عن تعليق بونا يعقوب على مجريات التطويب، فإن أحداً من المحتفين بالقداسة لم يكلف نفسه عناء التعليق على الاقتتال الذي حصل في الشمال أمس وأدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.