إبل السقي ــ كامل جابروبعد تفاعل الخبر في البلدة، وتفاعل الروائح الكريهة المنبعثة منها، لتشد شهية الكلاب الضالة والوحوش، جرى مؤخراً حرقها ثم طمرها عشوائياً.
أما في التفاصيل، فقد أصدر رئيس البلدية فؤاد سعادة إفادة عن السماح لشركة «تكنو كار» بالتخلص من اللحوم الفاسدة في محلة «الدرجة» شرقي إبل السقي. وتؤكد الإفادة أن الكمية التي أتلفت تبلغ 17500 كيلو غرام من دون تحديد نوعية اللحوم؛ بيد أن رئيس البلدية يؤكد أن العملية برمتها تمّت على أساس الثقة الموجودة بين أعضاء المجلس البلدي «الذين أكدوا لي أن الكمية المؤهلة للإتلاف أُتلفت فعلياً، إلّا أنني لم أرَ ذلك أو أشرف عليه، وبناءً على الثقة أعطيت الإفادة المقرونة بموافقة على دفنها قرب مكب البلدة في محلة «المشحدية»، ثم قيل لي إن طمرها جرى في مكان بعيد عن السكن والحقول الزراعية». ويشير سعادة إلى أن «الموافقة تمت لأن الكتيبة الإسبانية نفّذت مجموعة من المشاريع في البلدة، منها الطريق المحاذية لحرج البلدة».
متعهد الإتلاف المعروف بكارلوس رد على أسئلة «الأخبار» بأن: «راجعوا البلدية، أنا أوراقي كلها سليمة مئة في المئة؛ أحمل موافقة من البلدية التي دفعت لها رسوم الإتلاف، أجرة جرافة وشاحنات وغيرها؛ موافقة طبيب الكتيبة الإسبانية على عملية الإتلاف؛ إتمام العملية بحضور نائبة رئيس البلدية فريال الشمندي وأمين الصندوق الشيخ فارس غبار وعناصر من الكتيبة الإسبانية بإشراف وكيل الدولة، وخمسة عناصر من الكتيبة الهندية».
أما المواد الفاسدة، فيقول كارلوس عنها: «إنها مواد تتألف من لحوم الخرفان والدجاج والسمك، لا وجود للحوم بقر بينها، وبلغت الكمية تحديداً 14700 كيلوغرام. أما لماذا جرى إتلافها، فلأنها شحنت على حرارة 22 درجة تحت الصفر وجمّدت هنا على حرارة 16 تحت الصفر، هي مواد غير فاسدة أصلاً، وقد أكل منها الأهالي، وخرجت من برادات الكتيبة بموافقة الطبيب المسؤول، ونقلتها في أربع شاحنات، حملت إحداها 7 أطنان».
وأضاف: «نحن لا نعمل بفوضى، ويمكنكم أن تسألوا الجيش عن ذلك، فلقد قدّمت إليه كل الأوراق الثبوتية التي تؤكد أن العملية جرت ضمن الأطر القانونية، والقانونية فقط».
ويدافع أحد أبناء البلدة عن عمل كارلوس «فأنا رعيت العملية بينه وبين البلدية، وكل ما قام به، قانوني؛ وربما بعدما أتلف المواد أو رماها في الحفرة المخصّصة لها قام أحد ما بنقلها من مكانها. وقد دفع لقاء ذلك ما قيمته 907 دولارات أميركية، بعدما قدمت إليه لائحة تكاليف بنحو 1700 دولار. قبل الآن وزع كارلوس لحوماً على الناس وقد باعها بعضهم للمطاعم والدكاكين، وقد يكون أحدهم فعل الأمر عينه هذه المرة».