ابتسام ديب حيدرهل تصبح القنبلة بيد الإنسان سنبلة؟ كم كان في تلك الأيام الصعبة قلوب تضيء، حيث يصبح المرء شيخ الوقت والحكمة. وحده ذلك الضوء الساطع في الأعماق ينقل الإنسان من مرحلة الانهيار المميت إلى مرحلة بناء ما تهدّم في داخله.
امزج يا أخي حزني بحزنك على هذا الوطن. وطن لا يبرأ النسيم من علّته فيه، ولا تهاجر منه السنونو، وللأغصان في أشجاره شجن، وهذا ساحله يفرك جفنيه بزبد بحر وطنك، تفوح من أرضه رائحة طيبة من أزهار ربيعه. وما دام في الأرض طفل يحلم بوطن جميل كوطننا، سوف نحيا يا أخي المواطن رغم أعداء الحياة ومرارات الحروب، وسنحكي للعالم أجمع أن الحياة وقفة عز فقط. فهذا الوطن أمانة عندك، ولمَ لا تصغي لندائي ونعطي إجازة للخصام ونستبدله بدعوة صلح لعيشة هنيّة في وطن جميل في عيد الربيع، في كل شبر احتضنك وترعرعت فيه؟ وكلما تذكّرت أن وطنك لبنان الغالي هو قطعة سماء على الأرض، فأبواب الصلح مفتوحة.