رغم طلب قيادة الجيش اللبناني خروج المسلحين من الشوارع تمهيداً لانتشار عناصره، وبعد إعلان المعارضة عن سحب المظاهر المسلحة من العاصمة، شهد عدد كبير من شوارع بيروت خلال اليومين الماضيين ظهوراً مسلحاً، رغم انخفاضه عما كان عليه في الأيام السابقة، وابتعاد المسلحين عن الشوارع الرئيسية واقتصار وجودهم على الطرق الداخلية ومداخل بعض الأبنية. وخلال أيام الاشتباكات الحادة، أشارت تقارير أمنية إلى العديد من التجاوزات غير المرتبطة بشكل مباشر بالمعارك.فأمام فصيلة الروشة، ادّعى المجند في قوى الأمن الداخلي محمد م. أنه أثناء مروره سيراً على الأقدام في منطقة فردان، أوقفه مسلحون يرتدون زي شرطة مجلس النواب وجردوه من سلاحه الأميري ومحفظته الخاصة التي تحوي بطاقته العسكرية وأوراقاً خاصة، إضافة إلى هاتفه الخلوي، ثم طلبوا منه المغادرة من دون التعرض له بالضرب. وفي منطقة الظريف، تعرّض مكتب المراجعات التابع لصندوق المهجرين المركزي للكسر والخلع، إضافة إلى خلع الخزنة الحديدية في داخله من دون سرقة أي شيء من داخله أو بعثرة محتوياته. وأفاد ناطور المبنى بأن مسلحين ملثمين خلعوه في ثاني أيام الاشتباكات ثم غادروا.
وأدخل المواطن وليد ت. إلى المستشفى اللبناني الكندي في سن الفيل، حيث أفاد عن تعرّضه للضرب من قبل مسلحين من المعارضة في منطقة الصنائع، وأنهم سلبوه محفظته وبداخلها مستندات ومبلغ 700 ألف ليرة لبنانية وأحرقوا دراجته النارية وطردوه من المحلة.
وعلى أوتوستراد المنية أقدم مسلحون يتبعون لتيار المستقبل على قطع الطريق الدولية وبدأوا بالتدقيق في هويات المارة. وفي محلة منيارة أقدم مناصرون للموالاة على دخول مكتب للتيار الوطني الحر وحطّموا محتوياته. أما في بلدة مجدل عنجر فقد اعترض عدد من أهالي البلدة دوريات تابعة لقوات الأونروا، واستولوا على خوذ ودروع واقية للرصاص، أعيد قسم منها بعد حين.
وكان للعمال السوريين حصة لا بأس بها من الاعتداءات التي حصلت، ففي محلة القبة شارع الأرز أقدم مسلحون تابعون لتيار المستقبل على توقيف باصين بداخلهما حوالى 60 راكباً من التابعية السورية وعملوا على تفتيشهم ثم أخلي سبيلهم، كما تعرض شابان من التابعية السورية في عاليه للضرب من قبل أشخاص مجهولين، ونقلا على الأثر إلى مستشفى الإيمان للمعالجة، وذلك حصل في محلة الجعيتاوي أيضاً عندما أقدم عدد من الأشخاص على الاعتداء بالضرب بآلات حادة على ثلاثة عمال من التابعية السورية.
كما توافرت معلومات عن توزيع مجهولين بزات وخوذ عائدة لقوى الأمن الداخلي على مسلحين تابعين للمعارضة في منطقة برج أبي حيدر، حيث ارتداها المسلحون مباشرة في الشارع. ونقلت تقارير أمنية مشاهدة عدد من مسلحي المعارضة يرتدون بزات قوى الأمن الداخلي في شارع بربور.
وفي بلدة العين البقاعية، أقدم مناصرون للمعارضة على تحطيم نصب تذكاري لتيار المستقبل بواسطة جرافة ثم أطلقوا النار في الهواء ابتهاجاً.
كما جرى تناقل معلومات أمنية عن حصول مداهمات في عدد من أحياء بيروت، قامت بها قوى تابعة للمعارضة بحثاً عن مستودعات ذخيرة غير تلك التي كُشف عنها.
(الأخبار)