ديما شريفعند محطة الضناوي عبارات خطت على الجدران تعكس وضع المنطقة المختلطة مذهبياً: «أنا وأمي وعائلتي جواسيس للمقاومة، من يريدنا بالقوة فمرحباً» تتبعها عبارة ترويجية عن أن الخلاف ليس مذهبياً بل سياسي، وكيف أن أهل السنّة «هم أهلنا»، والمعركة هي «مع القوات والتقدمي والمستقبل». بعدها بأمتار تصريح تحدٍ آخر: «شبكة للمقاومة فمن يريد أن يحاسبنا فأهلاً وسهلاً». على جدران مؤسسة تابعة لجمعية المقاصد ترك شباب منطقة زقاق البلاط توقيعهم «قوات خاصة... عشاق شهادة».
على أحد المفارق في شارع مار الياس توقف دورية راجلة للجيش شاباً على دراجته النارية، يتبين بعد التفتيش أنه يحمل في علبة الدراجة مسدساً. يعيده الجندي بهدوء إلى العلبة وهو يتحدث مع الشاب، فيما يبعد آخر الفضوليين عن المكان.
في الظريف تقف جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية التابعة لتيار المستقبل بلونها الأسود الجديد الناتج من الاحتراق، وعلى واجهتها جدارية باسم حركة أمل ليعرف الجميع من انتصر هنا. صور رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لحق معظمها التمزيق، والعصيّة عليه طُليت باللون الأسود. فيما لم تُمس صور رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.
الوضع ملتبس بعد أن تنزل في اتجاه صيدلية بسترس. الجدران كانت مليئة بكتابات مؤيدة لرئيس كتلة المستقبل، فخُطّت فوق هذه الكتابات عبارات مؤيدة للمعارضة أو شطبت من أساسها. وامتلأت جدران ثانوية رينيه معوض الرسمية بعبارات: «الله، حريري، طريق جديدي» دون معرفة ما إذا كان الخطأ اللغوي مقصوداً لمجاراة اسم الزعيم، أم لأن الشعار كتب على عجل الانسحاب من المنطقة قبل «سقوطها»
عسكرياً.
بين الأخضر والأسود تلوّنت بعض مناطق العاصمة، فيما شارع الحمرا يتميز دائماً عن غيره، فأعلام الحزب السوري القومي الاجتماعي تنتشر على جانبيه، فيما بقيت الأشرطة الزرقاء الصغيرة ترفرف فوق الشارع لتقول بصوت هامس: المعركة لم تنته بعد.