فداء عيتانيلا شك أن معركة الانتخابات النيابية قد بدأت منذ ما قبل الخامس من أيار الماضي، تاريخ صدور قرارات الحكومة الحربية. كل الأطراف بدأت في إعداد العدة لهذه الانتخابات، وتواصل ذلك بحسابات دقيقة، حملها السياسيون معهم إلى الدوحة، حيث ترفض الأكثرية التنازل عن مواقعها القوية في العاصمة بيروت وفي مناطق رئيسية كالشمال، بينما يحاول ميشال عون والمعارضة فسح المجال أمام خوض معركة فعلية في كل المناطق التي يتوقعان توافر جمهور مؤيد لهما فيها.
إحدى أكثر سبل خوض الانتخابات فاعلية، تلك التقديمات التي تقوم بها قوى الموالاة، وخاصة تيار المستقبل، إذا كان لا يزال يشكل تياراً، إذ اعتاد هذا التيار بإدارة النائب السابق سليم دياب توزيع مساعدات مالية وخدمات معيشية وطبية محدودة على ناخبيه. وفي هذا الإطار وحده يطل دياب ليعلن حملة من التعويضات على متضرري بيروت من المعارك الأخيرة، وهي بادرة لم نشهد مثلها منه في أزمات أشد. أما إذا كانت التعويضات مثل الشركات الأمنية التي انتشرت وكفهود الطريق الجديدة وصقور شبعا وأفواج طرابلس، فالله هو الوحيد الستار.