strong>ديما شريف«بدنا دولة قبل ما نعالج موضوع الطائفية. الحل هو إنو نطبق الفدرالية أو الكونفدرالية»، يقترح شربل من حلف لبناننا على المشاركين في اللقاء الأول من سلسلة محاورات الربيع في جامعة القديس يوسف. تتدخل رئيسة الهيئة الطلابية في كلية العلوم السياسية جيرالدين فرج لتقول إنّ الفدرالية ليست الحل، لأن القضايا الخلافية ستبقى بيد السلطة الفدرالية. هنا يُستفز مدير قسم الإعلام والتواصل في الجامعة البروفسور باسكال مونان، ويسأل شربل عما سيحصل لطائفة الحق العام والعلمانيين في دولة الفدراليات. لا يقتنع شربل بالإجابات ويبتسم. تنتقل يارا، وهي إحدى الناشطات في اتحاد الشباب الديموقراطي، للجلوس أمام شربل، فتحاوره في الطائفية ومساوئ التقسيم. يلحقها بعد برهة فراس وربى، ليدخلوا جميعاً في نقاش مع شربل عن جدوى الفدرالية. يشتّت النقاش أنظار المشاركين بين متابعة الجلسة ومعرفة ما توصل إليه الشبان في جلستهم المصغرة.
بدأ مشروع ربيع الأسئلة منذ سنتين في جولة على جامعات لبنان، وُزع فيها نموذج أسئلة عن الطائفية والقوانين اللبنانية والعروبة وغيرها. وصدرت نتائج الأسئلة التي طرحت أيضاً على موقع إلكتروني في كتاب «ربيع الأسئلة، في صميم الإصلاحات، استفتاء في الجامعات وعلى الإنترنت». وستعرض نتائج البحث في خمس جلسات تمتد من 3 نيسان إلى 8 أيار، لتختتم بجلسة عمل مغلقة في 24 أيار.
أدارت الجلسة الأولى عن «تقييم النظام الطائفي ومخاطره الباطنية» الإعلامية تانيا مهنا، وتحدثت فيها جيرالدين فرج عن مساوئ النظام الطائفي وانتشار «الواسطة» وتوجه المواطنين نحو الزعماء، في ظل عدم فاعلية مؤسسات الدولة وتحوّل المواطن إلى مجرد «مصفق» للزعيم وعدم مشاركته في اتخاذ القرار.
من جهته، رأى الأمين العام لاتحاد الشباب الديموقراطي عربي العنداري أن نتائج الأسئلة تقدّم إشارة خطيرة عن هاجس الانقسام والحرب لدى اللبنانيين، ويبرز جهلاً لدى الشباب وخضوعهم للتسييس من الإعلام. ولفت إلى أنه تمكن ملاحظة التناقض بين الحلفاء في كل من 8 و14 آذار، وخصوصاً بشأن موضوعي العلمانية والزواج المدني.
أما مونان فأشار إلى أن النتائج لا تفاجئ عندما تكون كلمة الطائفية هي الأكثر استخداماً في لبنان منذ استقلاله. وطرح عشر نقاط تسهم في إخراج لبنان من دوامة الخطر، منها إقرار قانون للانتخاب يقوم على النسبية وقانون مدني اختياري للأحوال الشخصية، وخصوصاً مع تنامي أعداد ما سماه طائفة الحق العام ممن يجدون أنفسهم خارج الطوائف.
أما الباحث في مركز التبادل الثقافي الأوروبي ـــ اللبناني جهاد نمور فأوضح أنّ الأسئلة وضعت يدها على التناقضات الموجودة في النظام، مع تنامي قيم مختلفة مثل قيم الجمهور والعلمانية، والدارج أكثر هو ما سماه «قيم الشهيدية».
في المقابل، أكد رئيس تحرير نهار الشباب الزميل غسان حجار أنه لا يصدق الإيجابية في الإجابات، لأن لبنان يعيش كذبة أرقام كبيرة، والناس بشكل عام لا يجيبون بما يعتقدون. وعارض حجار إلغاء النظام الحالي على علته، في ظل عدم وضوح المستقبل المجهول، واصفاً الطائفية بالمرض الذي يمكن أن يقتل الجسد عند استئصاله.
ورأى عالم الاقتصاد فؤاد خوري ـــ حلو أن الاصطفافات تنبع من الخوف الوجودي على الطوائف بدل ارتكازها على معطيات علمية. وتساءل «عما إذا كان الإجماع على رفض الأسلمة خوفاً من استبداد الدين، أم من صراع المذهبين الإسلاميين (الشيعي والسني) أم هو إجماع على الدولة المدنية؟».
وبعد المداخلات، يقف أحد الشبان الحاضرين ويقول «أنا طائفي وبلا ما نكذب على بعض.. بلا ما نجيب نظام أوروبي ما بيمشي عنا، خلينا ننظم وضع الطوايف بمعرفتنا»، فيجيبه أحد الحاضرين بأنه يرفض أن يكون غير منطقي لأن الآخرين غير منطقيين. يخرج الشبان من القاعة ويارا وشربل ما زالا يتناقشان. يحاول إقناعها بأنّ الفدرالية على غرار نظام الإمارات العربية المتحدة التي عاش فيها هي الأفضل للبنان، وهي تدعوه لزيارة مقر اتحاد الشباب الديموقراطي في مار الياس لإكمال النقاش، مع معرفتها ضمناً بأنه لن يأتي في حياته إلى هذه المنطقة من بيروت.