النبطية ـ كارولين صباحيشوب القلق كل كبيرة وصغيرة في دار المعلمين والمعلمات في النبطية، ولا سيما الخلل الناخر في مختلف تفاصيل المبنى، من الجدران إلى السطوح، فالأبواب والنوافذ والأدراج، فضلاً عن الشجون الإدارية الباحثة عن الحلول والتجهيزات والنقص في المعدات والغرف. هذه ليست الشكوى الأولى التي تطرحها إدارة الدار، والمعلمون المتدربون، أو وليدة أشهر قليلة مضت، بل هي نتيجة تراكم عمره سنوات وسنوات، قد توازي عمر المبنى الذي يصل إلى عقده الرابع هذا العام. وبمجرد الدخول إلى المبنى من بوابته الخارجية تنطلق التحذيرات، من هنا أو هناك، من الإدارة أو العاملين أو حتى المتدربين، تدعو إلى التنبّه من نافذة مهددة بالسقوط ، بعدما هوت من الطابق الأول مرة ومرتين أو ثلاثاً «وكادت أن تصيب أحدهم؛ أو درجة مكسورة سبّبت في وقت سابق تعثّر أحدهم وإصابته، أو إلى فسوخ في الجدران، جعلت متدرّبي هذه القاعة يبتعدون عنها وينحشرون في زاوية «آمنة»، على حدّ تعبير أحدهم.
قد يجد الداخل إلى مبنى الدار دليله نحو «العيوب»، بترحيب من كل المديرين والموظفين والعاملين، إنما «بعيداً عن التصريح الذي يحتاج إلى موافقة مسبّقة من المراجع العليا». وبين كل غرفة أو قاعة أو طبقة ثمة من يطلق الشكوى تلو الشكوى، حتى لم يبقَ معترض واحد خلال جولة واحدة، على انتفاء الشكوى.
وثمة من يطلق من الأدراج لائحة مطالب طويلة كانت إدارة دار المعلمين في النبطية قد رفعتها إلى المركز التربوي للبحوث والإنماء عبر تقرير يصف أبنية الدار بـ«المتآكلة» بعد تعرّضها على مدى سنواتها الأربعين لارتجاجات وتصدعات بفعل ما مرّ على النبطية من قصف إسرائيلي وحروب، ثم جاءت الهزات المتتالية هذا العام لتسهم هي الأخرى في شقوق البناء وتصدعه.
وتبدأ مصادر الإدارة بتوصيف الخطر المحدق بالبناء، انطلاقاً من حالة مبنى الإدارة؛ فقد عُدّ «مهدداً بالسقوط»، ومُنع الموظفون من دخوله بعد ورود تقارير عدة من وزارة التربية تحذّر من الأمر. إلّا أنّ المدير أجرى بعض الإصلاحات البسيطة عليه، وأعيد بعد إخلائه مدة سنتين، إلى الاستخدام. وتحاول الإدارة بين الحين والآخر إخفاء بعض الانخسافات، عبر طليها بمواد مانعة للنش، لكنّها سرعان ما تعود للظهور بعد فترة وجيزة.
لا تدفئة أو أجهزة تدفئة في مباني الدار، وبالطبع لا «تكييف» خلال فصل الصيف، ما يسبب كثيراً من الأحيان إلغاء ساعات أو أيام من الدورات التدريبية خلال الصقيع شتاءً، وشدة ارتفاع الحرارة صيفاً.
عدا التأهيل الذي تحتاج إليه غرف التدريس والإدارة، لا تستطيع الإدارة والطلاب استخدام قاعة المسرح، بسبب غرقها شتاءً بالمياه المتسربة من كل حدب وصوب، ومن ثقوب القذائف التي نخرت بعض السقوف.
ويدرّب الدار أفراد الهيئة التعليمية في مدارس محافظة النبطية، الرسمية والخاصة (نحو 200 مدرسة)، ويــــوزّع الكتاب المدرسي على مختلف مدارس القضاء، وعدد من مدارس المحافظة.