عكّار ـ الأخبارأثار حفل العشاء الذي أقامه مؤسّسون سابقون لتيار المستقبل في عكّار الأسبوع الماضي، تساؤلات عمّا إذا كانت هناك إعادة تمركز له، وسعي لإعادة ترتيب أوضاعه الداخلية، قد تؤدّي إلى إطاحة رؤوس مسؤولين حاليين فيه، من غير ضمان عودة المؤسّسين السابقين إلى تسلم مهام معينة، ما أعطى إشارة إلى أنّ صراع أجنحة حاداً بدأ يتفاعل في صفوف المستقبل. فالعشاء الذي لم يكن سرّياً، وأقيم في مطعم «السلسبيل» ببلدة كوشا العكّارية، دعا إليه صهيب الرشيد، أحد الوجوه البارزة التي أرست قواعد التيّار في عكّار أواخر التسعينيات، وغاب عنه منسّق التيّار الحالي حسين المصري، في مقابل حضور أغلب وجوه الرعيل المؤسس للتيّار في المنطقة.
ومع أنّ أوساطاً مقرّبة من منظمي اللقاء أكّدت أنّ ما يحصل هو تمهيد لتوحيد الجهود من أجل قيام «حركة إصلاحية» شاملة في عكّار «لتصويب المسار والأداء داخل التيّار»، بعد الإقصاء المتعمّد الذي تمارسه المنسقية الجديدة بحقّ العديد من كوادره، فإنّها سلطت الضوء على العلاقة المتينة التي كانت تربط الرشيد بالرئيس رفيق الحريري، وأنّ النائب الحالي، والمنسق السابق للتيّار في عكّار، مصطفى هاشم، دخل على خط هذه العلاقة فعرقلها، بعد مساعدة مباشرة قدّمها له نائب رئيس مجلس النواب الحالي فريد مكاري، ما أدّى إلى إقصاء الرشيد وغيره، لمصلحة هاشم ومجموعة معه، استطاعوا لاحقاً وضع اليد على التيّار في عكّار بصورة كاملة.
إلا أنّ هذه الأوساط لفتت إلى أنّ التطورات الأخيرة «أسهمت في تسريع وتيرة تحركنا وبلورته، وخصوصاً بعد الشكاوى العديدة عن عمل منسقية عكار الحالية، التي وصلت أصداؤها بشكل كبير إلى النائب سعد الحريري»، أثناء مقابلته وفوداً عكارية زارته في مقر إقامته في فندق «كواليتي ـ إن» في طرابلس، خلال زيارته الأخيرة إلى الشمال من أجل حشد الجماهير للمشاركة في الذكرى الثالثة لاغتيال والده في 14 شباط الماضي.
وتضيف الأوساط أنّ هذا التطور «أدّى إلى تأليف هيئة استشارية موسّعة لإدارة شؤون المنسقية، ضمّت نوّاب عكّار والأعضاء السّابقين في مجلس محافظة عكّار، وهو أمر قابله المصري وفريقه بعدم الرضى، إلا أنّه وافق عليه على مضض، بعدما لوّح بأنّ ذلك اجتزاء من صلاحياته، وعدم ثقة به، مهدّداً بالاستقالة، لكن من غير أن يفعل».
وشن أحد المتحدثين هجوماً مبطناً على منسقية التيّار الحالية، عندما أشار إلى أنّ «هناك من يعمل للتيار كمبادئ، وآخرين يعملون له من أجل مصالحهم»، وكذلك فعل مفتي عكار أسامة الرفاعي، والرشيد الذي ألقى كلمة أتى فيها على ذكر «المعركة السياسية» أكثر من مرّة، مشيداً بالحريري وبزوجة أبيه نازك، التي تربطها علاقة وطيدة بزوجته، المسؤولة عن شؤون النّساء في عكّار.