محمد وهبةكان أمس أكثر من يوم سيئ للمعارضة، التي كانت خسارتها قاسية في نقابتي المهندسين في بيروت وطرابلس، وستترتّب عليها تداعيات سياسية كبيرة. فقوى 14 آذار التي رأت نفسها الأكثر شعبية عندما ربحت في انتخابات نقابة الأطباء، ستقول اليوم إنها لا تزال الأقوى، فيما لم يبق للمعارضة في نقابة بيروت إلا ثلاثة مقاعد في مجلس النقابة، وشيوعي «محايد» من أصل 16 مقعداً. وبلغ الفارق بين المرشحين لمركز النقيب 1160 صوتاً، إذ نال مصطفى فواز عن المعارضة 5435 صوتاً، وبلال العلايلي عن 14 آذار 6595 صوتاً، فيما حاز مرشح فرع المتعهدين أنطوان كويس (قوات لبنانية) 6662 صوتاً، ونال المرشحون عن الهيئة العامة جورج خوري (مستقل محسوب على القوات) 6510 أصوات، نمر شمعون (الأحرار) 6508 أصوات، ومحمد شمعة (مستقبل) 6405 أصوات.
وبالنسبة للمعارضة، حصل مرشح التيار الوطني الحر عن الفرع السابع سعيد عون على 5374 صوتاً، والمرشحون عن الجمعية العامة: مرشح حزب الله سعيد غصن حصل على 5289 صوتاً، ومرشحا التيار الوطني الحر إيلي رزق 5461 صوتاً، وإيلي خوري 5456.
أما مرشح الحزب الشيوعي عن الفرع السابع وليد صنديد الذي تبنته قوى 14 آذار فقد نال 6594 صوتاً.
مشاركة قياسية
وتخطت المشاركة في انتخابات النقابة في بيروت رقماً قياسياً جديداً في بيروت، فقد اقترع 12204 مهندسين في «أم المعارك» بين المعارضة و14 آذار، وتجاوزت نسبة المشاركة 52 في المئة، أي بزيادة أكثر من 4 آلاف صوت عن الانتخابات التمهيدية التي جرت في 9 آذار الماضي، والتي سجّلت 7762 صوتاً، أي مشاركة بنسبة 33 في المئة، وبفارق بين مجمل أصوات المعارضة وقوى تيار المستقبل وحلفائه لمصلحة الأخير نحو 800 صوت.
وبحسب الماكينات الانتخابية، فقد شارك 4640 مهندساً مسيحياً و803 دروز، و3130 شيعياً، و3631 سنّياً، وتأتي هذه النتيجة مخالفة للتوقعات التي كانت تشير إلى زيادة عدد الناخبين السنّة على الصوت الشيعي بنحو 5 في المئة فقط، ولكنها ارتفعت إلى أكثر من 10 في المئة بسبب قدرة تيار المستقبل المرتفعة على استقدام المهندسين من الخارج.
خروج الشيوعي... أم إخراجه؟
وكانت اللائحتان المتنافستان قد أعلنتا فجر الأحد، فظهرت لائحة المعارضة مثقلة بإشكال بين التيار الوطني الحر والحزب الشيوعي اللبناني الذي رفض ما يراه «إملاءات» المعارضة بالتخلي عن مقعد الفرع السابع (المهندسين الزراعيين) لمرشح التيار، وأصرّ على خوض المعركة بصنديد، ولكن «البلوك» الشيوعي صوَّتَ لصنديد ولفواز، في مقابل تركيز المعارضة على إعطاء 3 مرشحين مسيحيين للتيار.
وشهدت صناديق الاقتراع في النقابة إقبالاً كثيفاً صباحاً، غالبيته من مهندسي الاغتراب الذين لا يخاطرون بالتأخّر إلى ساعات الظهر. وعند الواحدة ظهراً، تجاوزت نسبة المشاركة 6500 مهندس، وابتداءً من الثالثة بدأ عدد المنتخبين يرتفع بمعدل 1500 صوت لسد الفجوة بين أعداد المنتخبين السنّة والشيعة، إذ كان حزب الله وحركة أمل يفضّلان ترك «بلوك» شيعي إلى ما بعد الظهر، من أجل عدم تجييش الطرف الآخر منذ الصباح، لذلك بلغ الفارق بينهما 600 صوت، ثم تقلّص هذا العدد إلى النصف تقريباً مع إغلاق الصناديق.
أقطاب السياسة
وكانت معركة نقيب المهندسين قد تحوّلت إلى معركة سياسية بامتياز، شارك فيها اللاعبون الأساسيون في المعارضة و14 آذار، إذ كان رئيس مجلس النواب نبيه بري ينسّق مع حلفائه في حزب الله والتيار الوطني الحر ومع النواب ميشال المر والياس سكاف،... أما منسق تيار المستقبل في لبنان سليم دياب فقد خاض المعركة عبر نفوذ آل الحريري في دول الخليج، وقال مطّلعون إن النائب سعد الحريري أجرى اتصالاً برجل الأعمال خلف الحبتور لمنع سفر نحو 107 مهندسين يعملون في مجموعة الحبتور، كما مُنع 53 مهندساً من السفر من السعودية عبر وقف إجازاتهم وتصريح المرور في المطار أو تهديدهم بإلغاء إقامتهم، علماً بأن قوى المعارضة قد نجحت في استقدام 400 مهندس من الخارج، لكن كان يمكن للعدد أن يرتفع إلى أكثر من ألف لو لم ينجح تيار المستقبل في منع سفر نحو 600 مهندس.
معركة الشمال
ومن طرابلس، أفاد مراسل «الأخبار» فريد بو فرنسيس بأن 14 آذار حسمت المعركة شمالاً، وفاز جوزف إسحق بمركز نقيب مهندسي طرابلس والشمال، وأربعة أعضاء لمجلس النقابة. واقترع 1384 مهندساً من أصل 4015، وحصل إسحق على 739 صوتاً، في مقابل 312 صوتاً لنعيم خرياطي، في حين نال مرشح المعارضة المُعلن أسعد طالب 177 صوتاً.
وتطورت التحالفات بشكل دراماتيكي، إذ خَرَجَ التيار الوطني الحر عن خط التحالفات، وصبّت أصواته بشكل متوقع بسبب خلافه مع الحزب القومي السوري الاجتماعي لمصلحة خرياطي، وقال رئيس هيئة قضاء زغرتا في التيار الوطني الحر رياض غزالة: «مهندسو التيار الوطني الحر يدعمون الزميل خرياطي». كما قدم الحزب الشيوعي أصواته لخرياطي أيضاً.