ثائر غندورماذا يحصل بين التيّار الوطني الحرّ والحزب الشيوعي؟ في أواخر عام 2006 وقّعت وثيقة تفاهم بينهما، ولا يبدو أنها وصلت إلى المهن الحرّة. في السياسة لا hختلاف جدّياً بين الطرفين، لا بل إن البعض من الحلفاء المشتركين يتحدّث عن توافق تام في السياسة عندما يتحاور نقابي عوني مع زميلٍ له شيوعي. لكن الاجتماعات النقابيّة تشهد حساسيّة مفرطة بين الطرفين بحسب ما يقول أحد المعارضين المتابعين لعمليّة التفاوض. «الشيوعيون حسّاسون جدّاً في النقابات» يقول هذا المتابع، ويعزو السبب إلى تاريخهم المهم في الحركة النقابيّة، ثم إلى قيام السوريين والرئيس الحريري وقوى أخرى تمثّّل جزءاً من المعارضة حالياً، بإقصائهم عنها.
ينفي مسؤول العلاقات السياسيّة في التيّار الوطني الحرّ جبران باسيل أن يكون هناك خلاف بين الطرفين، «وأرسل لهم وردة». ويضيف أن المعارك النقابيّة لها حساباتها، «ولهذا نتفهّم الشيوعي الذي هو غير ملزم، لكونه ليس جزءاً من المعارضة، كما أننا لم نكن راضين تماماً عن العمليّة الانتخابيّة». ويشدّد على أن التيّار حاول تقديم التنازلات الممكنة، وهو يقدّر الشيوعيين حزباً وأفراداً.
ويوافق مسؤول المهن الحرّة في حزب الله حسن حجازي على ما قيل في موضوع التنازلات، ويذكر أن العونيين سحبوا قبل يومين من الانتخابات مرشحهم كي يفسحوا للمرشّح الشيوعي وليد صنديد، ولكن يوم وصلت رسائل هاتفيّة تدعم مرشّح العونيين في وجه صنديد، قرّر الشيوعيون الترشّح مستقلين. يتحدّث حجازي عن أسباب كثيرة تقف وراء الهزيمة، لكن أهمّها في رأيه المال الذي أحضر أكثر من ألفي مهندس مستقبلي وقوّاتي من دول الخليج على حساب تيّار المستقبل.
أمّا مسؤولة المهن الحرّة في الحزب الشيوعي ماري الدبس، فتقول إن المعارضة تحاول حصر تمثيل الشيوعي بطائفة «وهو الأمر الذي لا يُمكن القبول به، لكوننا حزباً خارج الطوائف، كما نرفض أن يحدّدوا أسماء مرشحينا». ولفتت إلى أن التيّار عرض قبل يومين من انتخابات نقابة المهندسين الاتفاق على وثيقة بين قطاعي المهن الحرّة.
وفي هذا الوقت، ترتفع بعض الأصوات الاعتراضيّة داخل الحزب الشيوعي على تحالفات المهندسين. وشهد اجتماع حزبي في الجبل أول من أمس نقاشاً حاداً بين الرفاق على خلفيّات عدّة، منها اتهام بعضهم لقيادة حزبه بالسعي وراء الاختلاف مع المعارضة لحسابات داخليّة ضيقة، وتفرّد بعض القيادة بالقرار. ووصل فريق منهم إلى التشكيك في انتماء صنديد الحزبي، وهو الأمر الذي تنفيه الدبس، إذ تشدّد على أن قرار انتخابات المهندسين اتخذ بالإجماع في المكتب السياسي للحزب.
بدوره يقول مسؤول المهن الحرّة في التيّار الوطني الحرّ إيلي حنّا إن العلاقة بين الطرفين لن تتأثر بانتخابات هنا أو هناك، وإن الاقتراح الذي قدّموه للشيوعي هو عقد اجتماعات تنسيقيّة على مستوى المهن الحرّة من أجل تنسيق عملهما المشترك في المرحلة المقبلة، وهو اقتراح سبق انتخابات نقابة المهندسين، ويأتي بعد ما حصل في نقابة الأطبّاء وترجمة لوثيقة التفاهم.