محمد مصطفى علوش بينما تقف الأنظمة العربية والإسلامية عاجزة عن أي مبادرة سياسية حيال ما تعانيه بلدان عربية مثل العراق وفلسطين، وربما غيرها في وقت لاحق إذا بقيت الأنظمة منقسمة على نفسها ما بين متواطئة مع المحتل وأخرى لا همّ لها سوى البقاء في السلطة، تنشأ بين الفينة والأخرى تجمعات شعبية على شكل منظمات أهلية تطمح إلى تكوين حالة من الضغط الشعبي للتأثير على الحكومات.
وقد شهدت الأعوام الأخيرة تنامي منظمات من هذا النوع، منها في مجتمعاتنا العربية ما يعرف بـ«مؤتمر القيادة الشعبية الإسلامية» الذي يتألف من 700 شخصية سياسية ودينية من مختلف أرجاء العالم العربي والإسلامي، في حين تتكون الأمانة العامة للمؤتمر من 27 شخصية تجتمع كل ستة أشهر، بينها شخصيات مثل لويس فرخان زعيم «أمة الإسلام» في الولايات المتحدة، إضافة إلى بعض المفتين في أوروبا وأوستراليا.
وعلى هامش اللقاء التحضيري للمؤتمر في دمشق، عقدت لقاءات بين شخصيات دينية لبنانية وسورية لمناقشة الأوضاع اللبنانية والعلاقات اللبنانية ـــــ السورية، وخرج اللقاء الذي ضمّ الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان ومفتي سوريا الشيخ أحمد حسون، بحضور المدير العام لمجمع المفتي الشيخ أحمد كفتارو الشيخ صلاح الدين كفتارو، بالقول: «إن اتفاق الحكومات أو اختلافها لا يجوز أن ينعكسا على العلاقات الشعبية في وطننا العربي».
وكان شعبان كشف عن لقاء قريب سيعقد لـ«رابطة علماء بلاد الشام»، الذي يضم علماء لبنانيين وسوريين للبحث في تأسيس علاقات شعبية غير قابلة للاهتزاز عند المفترقات السياسية في ما بين الحكومات والأنظمة.
وقال شعبان لـ«الأخبار» إن «الهدف الأول هو العمل على الحد من جنون البقر السياسي الذي تمارسه الأنظمة الغربية تجاه قضايا الأمة، واستباحتها لمقدساتها في العراق وفلسطين، ومحاولة عرقلة الحلول في لبنان بغية تدويل قضيته.
أمّا الهدف الثاني فيتمثل بتشكيل جماعات ضغط شعبية غير رسمية، للاستعاضة عن المجالس التشريعية الصورية والمعطلة في بلادنا العربية، حيث أضحت حكوماتنا شريكة في التعطيل وتمارس إحياء العصبية الطائفية في لبنان والعراق، وتلقي باللوم على المقاومة وتمعن في تشويهها. من هنا يحاول المؤتمر تفعيل المقاومة الشعبية ودعمها في العراق وفلسطين وتعميم ثقافة المقاومة بين أفراد
الأمة».
وبحسب شعبان، فإن المؤتمر يحاول تسليط الضوء على ما تلحقه الولايات المتحدة بالمسلمين من عدوان، محاولاً كسر الجفوة بين الشعوب الإسلامية والغربية، على اعتبار أن كلا الشعبين متضرر من السياسات الغربية تجاه المسلمين، وهو في سبيل ذلك مدّ يد التعاون إلى الأحزاب والمنظمات المناهضة للسياسات الاستعمارية، مثل حزب الخضر والمنظمات الغربية المعارضة لاحتلال العراق، فضلاً عن تكوين ملف حول كيفية مخاطبة الغرب وإرسال وفود إلى بلدانه للتواصل.
يتابع شعبان: «يطلب منا كأعضاء في المؤتمر أن نقدم، بشكل دوري، تقريراً حول أزمات لبنان وتصوّرنا للحلول المناسبة. ومن جهتنا، فقد عرضنا الأوضاع وآليات
الحل.
وبما أننا جزء من المعارضة اللبنانية، فقد ارتأينا أن نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية التعطيل والتخريب اللاحقين بلبنان، لأنه لا مصلحة لأحد في ما يمر به البلد سوى الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل».