طرابلس ــ عبد الكافي الصمدتنطلق مساء اليوم فاعليات معرض الكتاب السنوي الـ34 الذي تقيمه الرابطة الثقافية في طرابلس في قاعات معرض رشيد كرامي الدولي، ويمتد حتى يوم الأحد في 11 أيّار المقبل، ليملأ فراغاً ثقافياً وفكرياً خيّم بصورة غير مسبوقة على عاصمة الشّمال منذ معرض العام الماضي.
وتنبع أهمية معرض هذا العام، ليس من كونه الوحيد الذي يقام في الشّمال سنوياً بهذا الحجم، ليمثّل واحة ثقافية هامّة، ومساحة يرتادها عشاق الكتاب ورواده من مختلف المناطق الشّمالية، بل لأنّه النشاط الثقافي الأوّل الذي تشهده طرابلس منذ نحو عام، بعد الأحداث الدامية التي اندلعت في مخيّم نهر البارد، بعد أيّام قليلة من إسدال الستارة على معرض السنة الفائتة.
وخلال هذه الفترة، سرت مخاوف كبيرة من احتمال تضييق مساحة معرض الكتاب في قاعات معرض رشيد كرامي هذا العام، أو نقله من مكانه مع احتمال تأجيله، نظراً لتحوّل المكان إلى «مستودع بضائع للهيئة العليا للإغاثة لمساعدة النّازحين الفلسطينيين من مخيّم نهر البارد»، الأمر الذي دفع فاعليات ثقافية طرابلسية إلى مطالبة وزارة الاقتصاد والمسؤولين، بـ«رفع الصوت عالياً، والتحرّك الفوري لإنقاذ هذا المرفق، ونقل البضائع والمساعدات الموجودة فيه إلى أماكن أخرى، والبدء الفوري بأعمال الصيانة والتأهيل والتجهيز التي يحتاج إليها المعرض منذ زمن».
وقد لاقت هذه الدعوات صداها، وخصوصاً أنّها ترافقت مع انتهاء أحداث المخيّم، وعودة قسم كبير من نازحيه إليه، ما أدّى في نهاية الأمر إلى إخلاء الهيئة للمعرض منذ نحو شهرين، لتبدأ بعدها الاستعدادات «اللوجستية» لإخراج معرض كتاب هذا العام في حلة جيدة، وتجاوز ثغرات المرّة السابقة، من ناحية زيادة عدد دور النشر المشاركة، والاهتمام بنظافة المكان وإنارته، وإدارة أجنحته وتنسيقها بشكل أكثر دينامية وفاعلية»، وفق ما أوضح مسؤول المعرض في الرابطة الثقافية رامز الفرّي.
وأشار الفرّي إلى أنّ أغلب الملاحظات والانتقادات التي وُجّهت في السابق إلى المعرض «أخذناها بعين الاعتبار»، وتحديداً لناحية انحسار رقعة مساحة الكتاب في المعرض، لمصلحة أجنحة عرضت فيها أشغال يدوية وتراثية، ولوحات فنّية ... ومأكولات ومساحيق تجميل! وفي مقابل إعطاء النشاطات التي ستقام على هامش المعرض حيّزاً واهتماماً كبيرين، من خلال إقامة عشرات المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية وتواقيع الكتب، أوضح الفرّي أنّ المشاركة الخارجية «ستقتصر على السفارتين الكويتية والكوبية وجناح دولة فلسطين، بعدما اعتذرت السفارة الفرنسية عن المشاركة كما حصل العام الماضي، بسبب الأوضاع الأمنية المعروفة، التي دفعت إلى إغلاق أبواب المركز الثقافي الفرنسي في طرابلس منذ مدّة».