فداء عيتاني«كان الأمر ليمر بشكل عادي وطبيعي لو أن الجهة التي تقف وراء هذا العمل لا تضمر شيئاً للمقاومة»، بحسب البيان الذي وزّعه حزب الله، بعد المؤتمر الصحافي لوليد جنبلاط مع الزائر الفرنسي للضاحية كريم باكزاد. كان الأمر ليمر بشكل عادي في بلد كل شيء فيه استثنائي، وهو ما أظهره البيان في تطرّقه إلى المربّعات الأمنية. ولكن الاستثنائي فعلاً هو ملف المقاومة وحجم الاختراق الأمني، حيث أصبح الجواسيس، صغاراً وكباراً، يسرحون ويمرحون مموّهين كصحافيين أو باحثين في شؤون الإرهاب، وبتغطية واستقبالات لا تخلو من حفاوة من قبل الموالاة، مما يذكّر بمرحلة السبعينيات من القرن الماضي، حين كانت البلاد تخضع للحرب الباردة وتشكّل أرضاً آمنة للاستخبارات الدولية.
بات يلزم أن يتعامل حزب الله بحزم مع ما يرد إلينا من الغرب من جواسيس، ما دامت الحكومة تكتفي بتسهيل مهامهم واستضافتهم في ربوع لبنان المضياف. بات يلزم أن لا يدع أحد من القوى الحريصة على المقاومة أن «يمر الأمر بشكل عادي».