تجتمع على كورنيش الرملة البيضاء عند السادسة من مساء اليوم، مجموعة من الطلاب والناشطين والأساتذة والفنانين والعمال، غير منتمين إلى أية جهة سياسية، ولا يمثلون أي طائفة أو جهة، «توحدهم إنسانيتهم وغضبهم من الصمت الذي يلفّ المعاناة الإنسانية في غزة»، لتنظيم «نشاط تضامني مقاوم، من خلال الموسيقى والفنون البصرية والشعر والرسم».إلى ذلك، استمرت أمس الفاعليات التضامنية مع غزة في مختلف المناطق اللبنانية. ففي مخيم الرشيدية، وتحت شعار «من ينقذ غزة؟»، انطلق أطفال في مسيرة جابت شوارع المخيم، منددة بالكارثة التي ترتكب بحق الأطفال والنساء والشيوخ في غزة.
وأطلق الأطفال صرخة غضب واحتجاج استنكاراً لما يجري من مجازر وظلم بحق الشعب الفلسطيني في القطاع، حاملين يافطات ومجسمات دمى مقطعة الأطراف، مجسدّين حال أطفال غزة المأساوية. وتوقف المشاركون أمام مكتب الأونروا، وألقت مسؤولة بيت أطفال الصمود مريم بكري كلمة «ناشدت فيها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وقف المحرقة التي ينفذها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني». وطالبت أمل عقلة، المسؤولة عن أنشطة الأطفال في مكتبة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية «كل الهيئات والجمعيات العاملة في مجال حقوق الإنسان والطفل، نصرة أطفال غزة ووقف المجازر بحق الشعب الفلسطيني في القطاع».
وفي مدينة صور، عقدت الأحزاب والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية اجتماعاً في مقر قيادة إقليم جبل عامل لحركة أمل، خصص للبحث في المجازر الإسرائيلية في غزة وباقي المناطق الفلسطينية. وشجب بيان صادر عن الاجتماع «المذبحة التي نفذها الاحتلال الصهيوني، والتي تضاف إلى سجله الحافل بالمجازر التي نشأ الكيان الصهيوني على أساسها»، ورأى «أن المخطط الأميركي الصهيوني يهدف إلى تطويع المنطقة وفرض وقائع لصالح الاحتلال على حساب الدم الفلسطيني»، مؤكداً «أن الوحدة الفلسطينية بين القوى المقاومة وتجاوز مظاهر الانقسام يمثلان سلاح القوة للموقف الفلسطيني، وأهم الأشكال لإسقاط خيارات الاحتلال».
وأضاف البيان «إن سياسة التنديد والاستنكار لم تعد كافية إزاء هذه المجازر والحرب المفتوحة على الأطفال والنساء والشيوخ، والحضور الأميركي الميداني سياسياً وعسكرياً، وسط غياب النظام الرسمي العربي عن الأحداث التي تشهدها فلسطين وأمام المشاريع التي تتعرّض لها المنطقة»، لافتاً إلى «أن آليات المواجهة لا تكون بالاستقالة من المسؤولية في هذه اللحظة المصيرية التي نشهدها». ودعا إلى «أوسع تحرك رسمي وشعبي لنصرة القضية الفلسطينية، وفضح ممارسات الاحتلال»، وإلى «تشكيل لجنة حقوقية عربية إسلامية تتواصل مع المنظمات الإنسانية لكشف إرهاب الدولة الصهيوني ومقاضاة إسرائيل أمام المحاكم الجنائية الدولية».
وفي صيدا، أكد أمين سر حركة «فتح» منير المقدح «التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية التي استشهد من أجلها خيرة أبناء شعبنا الفلسطيني، ومناضلي، وكودار، وقادة حركة «فتح» و«فصائل منظمة التحريرK وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات».
وأدان «المجزرة الإسرائيلية في حق شعبنا الفلسطيني في غزة، التي وصفت بالمحرقة»، كما «أدان الحصار وسياسة الاستيطان وقضم الأراضي والحواجز والتوغلات والاغتيالات التي يقوم بها العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية ضد شعبنا ومناضلينا».
وطالب المقدح خلال استقباله في مكتبه في عين الحلوة وفداً من التنظيم الشعبي الناصري «جامعة الدول العربية وكل مؤسسات المجتمع الدولي المدنية والرسمية والأمم المتحدة ومجلس الأمن، بالتدخل الفوري لوقف المجزرة وحرب الإبادة التي تمارس ضد شعبنا الفلسطيني، وخصوصاً في غزة والضفة الغربية».