ليال حداد ـ رشا أبي حيدراستحضر أمس طلاب مدينة الحدث الجامعية غزة في شعاراتهم وكلماتهم وأناشيدهم. ارتدوا الفولارات السوداء والبيضاء، وأعلام فلسطين، وغنّوا «أنا عربي ورح إبقى عربي»، تأكيداً على اتصالهم بالقضية الفلسطينية. وعبّر الطلاب في كليات الهندسة والعلوم والإعلام والتوثيق ـ الفرع الأوّل في الجامعة اللبنانية عن استنكارهم للمجازر الإسرائيلية في غزة وتضامنهم مع أهل القطاع، خلال جمعيات عمومية عقدوها في الكليات.
وضاقت الصالة الكبرى في «الهندسة» بالطلاب، ما اضطرّ العشرات إلى البقاء واقفين. تتالت الكلمات على المنصة الرئيسية فتحدّث مهدي نور الدين باسم مجلس طلاب الفرع ثمّ كانت كلمات للحزب السوري القومي الاجتماعي، والحزب الشيوعي، ورابطة الطلاب المسلمين التي شدّدت على ضرورة المقاومة للوصول «إلى زوال ما يعرف بدولة إسرائيل». وأخيراً كلمة «المقاومة، كلمة حزب الله وحركة أمل» كما قال عريف الحفل. إلا أنّ هذا التعريف أثار حفيظة بعض الشيوعيين والقوميين، فعلّق أحد الطلابالشيوعيين «نحنا شو؟ مش أحزاب مقاومة؟». وألقى الطالب محمّد فوعاني قصيدة أثارت حماسة الطلاب، وخصوصاً عندما وصل إلى عبارة «إعرفوا أن لا سلام، فالذلّ في القدس حرام». وفي نهاية الحفل، احتشد عدد من الطلاب حول أعضاء مجلس الفرع مطالبين إياهم بنشاطات إضافية «فغزة عربية، وعلينا نحن العرب أن نساعدها، لا أن ننتظر تسوية غربية على دماء شهدائنا». وفي «العلوم»، ندّد الطلاب المشاركون بخضوع الأنظمة العربية للضغط الأميركي والتواطؤ المباشر مع إسرائيل في عدوان غزة.
من جهة ثانية، تجمع طلاب فلسطينيون ولبنانيون أمام حرم جامعة بيروت العربية (كلية الهندسة) لرفع الصوت عالياً ضد المجازر الإسرائيلية في حق الأبرياء، بدعوة من اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني(أشد) في الاعتصام التضامني مع غزة.
أشلاء أطفال، نساء باكيات، منازل مهدمة، وغيرها من الصور عرضت على جدران الجامعة الخارجية، فيما رفع المعتصمون أعلاماً فلسطينية وشعارات استنكرت صمت الأنظمة العربية «إجانا خبر عاجل، مؤتمر قمة فاشل». وهتف الطلاب «يا أرض اشتدي اشتدي، ثورة غيفارا بغزة»، مطالبين باستمرار المقاومة في فلسطين.
ويوضح مسؤول الاتحاد يوسف أحمد أننا نعتصم عشية القمّة العربيّة لتوجيه رسالة إلى المجتمعين مفادها «كونوا على قدر المسؤولية ولتعُد القضية الفلسطينيّة مركزيّة»، متمنياً أن تخرج القمّة بقرارات توقف الحصار.
كذلك وجّه يوسف رسالة إلى الداخل الفلسطيني في ظل الانقسام الحاصل، دعا فيها إلى تعزيز الحوار والوحدة الوطنية، لكونهما صمام الأمان، مشيراً إلى أن العدو يستفيد من التشرذم الحاصل في فلسطين. ويرى يوسف «أنّ المراهنة هي على الشعوب العربية لا على الأنظمة المقيدة بالسلاسل». وفيما قالت الطالبة الفلسطينية في الجامعة العربية زهرة حسين إنّ صور المجازر «وحدها تتكلم»، انتقد ممدوح خلايلي باسم «أشد» شلل الأنظمة العربية التي تعيش حال الاستسلام للإدارة الأميركية. واختُتم الاعتصام بقصيدة للطالبة اللبنانية رندا حرفوش أهدتها إلى الشعب الفلسطيني.