كامل جابريتوجه المدعي العام في النبطية رياض أبو غيدا وقاضي التحقيق الدكتور فؤاد مراد إلى المتهم: «إروِ لنا كيف حصلت الجريمة»؛ فيرد: «بعيد منتصف الليل، أحست والدتي على نهوضي من الفراش، سألتني إلى أين؟ فقلت: إلى الحمام؛ فأحضرت البندقية وأطلقت النار على والدي بينما كان نائماً؛ فقتل على الفور، عدت وأخبرت والدتي فساعدتني على حمله قبل أن أنقله وحدي إلى السطح حيث دفنته في حوض للزهور». وبواسطة بندقية صيد غير محشوّة، مثّل الابن الجريمة المدعى عليه بها.
يسأل أبو غيدا الزوجة: «لماذا ساعدت ابنك وأنت كنت قد أبلغت عن اختفاء زوجك وتكتّمت على ما جرى؟»، فترد: «من خوفي على ابني». هل هناك مشاكل بينك وبين زوجك؟ فتقول: «كان مريضاً بالسرطان وأجريت له عملية؛ وعلاقته معنا كلنا في البيت لم تكن جيدة، معي ومع ابني وابنتي وولدي المعوق، مع الكل لم يكن منيح». ويسأل القاضي: «ماذا كان يفعل؟»، تجيب: «كان ظالماً والجميع يعرف هذا الأمر، كان قهاراً يضربنا ويخبطنا ويتحرش بابني وابنتي ويتحرش بي». ألم تكن هناك وسيلة غير القتل؟ وكيف ثبت لك ذلك؟ ترد: «لقد رأيته في البيت، في غرفة ابني». وهل ساعدت ابنك على نقل الجثة إلى السطح؟ تقول: «من خوفي على ابني سِرت وراءه خشية أن ينقلب معه، لكي أعاون ابني فقط على السكّيت. أكتفي بهذا القدر من الكلام وأتحدث خلال التحقيق». حاول أحد عناصر الدرك أن ينزع قبعة عن رأسها فوق حجابها، فمنعته. وقبل أن ينتقل ابنها إلى سطح المنزل لتمثيل عملية النقل طلبت من قائد سرية درك النبطية السماح لها باحتضان ابنها وتقبيله، فأعطاها الاذن بذلك، بعدما طلبت من المدعي العام عدم إصعادها إلى السطح: «أنا لم أصعد إلى السطح ولا أريد أن أصعد الآن»؛ فرد: «خليكِ هون».
فوق السطح روى الابن كيف نقل جثة والده ودفنه في حوض للزهور، ثم عمد في اليوم التالي إلى إحضار عامل بناء قام «بجبل 4 أكياس باطون وصببنا الحوض». وسأله القاضي أبو غيدا: «هل هناك أسباب غير تلك التي ذكرتها في التحقيق دفعتك للقتل؟ إن تكلمت يساعدك الأمر في التحقيق؟». فرد المتهم: «لا شيء جديداً أقوله غير ما قلته في التحقيق، وما تريده مني أقوله في التحقيقات». بعدها أنزل المتهم ووالدته وأعيدا إلى قصر عدل النبطية.