نادر فوزالجميع ينتظر قرار الحكومة بشأن قمّة دمشق. ورغم المواقف السلبية التي أطلقها بعض زعماء الأكثرية، لا تزال مجالس السلطة تشهد نقاشاً موسّعاً ومراجعةً لأبرز معالم الدعوة السورية للحكومة اللبنانية. حوارات الأكثرية تمتدّ من يوم إلى يوم، تستكمل بعد استشارات داخلية، فيما الأزمة على حدّتها منذ اندلاعها.
وبينما تستمرّ النقاشات، تؤكد إحدى شخصيات الأكثرية أنّ «الحكومة عاجزة عن مقاطعة الاجتماع العربي»، مشيرة إلى أسباب داخلية وخارجية تحتّم على الفريق الحاكم التوجه إلى دمشق. وتلفت الشخصية إلى أنّ من شأن عدم تلبية الدعوة أن يضع الحكومة ومن وراءها «في خانة تعطيل الحلول وتقويض المبادرة العربية، فضلاً عن إضعاف الشرعية التي اكتسبتها بمجرّد دعوتها لحضور هذه القمة»، لتضيف أنّ حجة مقاطعة القمة لعدم إكساب النظام السوري الشرعية «تسقط بمجرّد حضور الدول العربية ولو عبر وفود رمزية». وتتابع الشخصية أنّ القرار النهائي بالنسبة إلى المشاركة من القمة لم يتّخذ بعد. فـ«رغم المناخ العام الرافض، ثمة شخصيات وقوى ترى أن عدم الحضور خسارة جديدة للمسيحيين ودورهم في لبنان والجوار العربي»، لافتةً إلى إمكان تأليف وفد لبنان برئاسة شخصية مسيحية تمثّل الدولة اللبنانية، لتستدرك: «المشكلة تكمن في عدم اختيار وزير مسيحي حالي، وإثبات صدقية شخصيات مسيحية غير ممثّلة في الحكومة».
في الإطار نفسه، يرى مصدر أكثري آخر أنّ في قوى 14 آذار طرفين، «الأول صادق عقائدياً يرفض التوجه إلى سوريا والجلوس إلى طاولة يرأسها رأس النظام السوري»، والثاني يرفض المشاركة «خشية مواجهة السوريين». ويضيف المصدر أنّ «الفريق الأقوى في الحكومة لا يزال ينتظر إشارة من الأنظمة العربية التي لم تحسم نهائياً بعد شكل مشاركتها في القمة»، على اعتبار أنّ الموقف العربي المقرّب من الإدارة الأميركية «لم يعد يحمل توزيعاً للأدوار».
من جهة أخرى، يؤكد الناشط السياسي المقرّب من الأكثرية، سجعان القزّي، أن من واجب الحكومة المشاركة في القمة العربية، إذ إنه يمكن عبرها «تأكيد الاعتراف السوري بحكومة الرئيس السنيورة». ويتابع القزي أنه إذا كانت سوريا دولة صديقة، فـ«لا مبرر لعدم المشاركة»، وفي ظل وجود ملفات للنقاش مع السوريين فإن«الخطوة الفضلى تكون بمواجهة سوريا مباشرةً على الطاولة».
وفي ما يخص طبيعة المشاركة اللبنانية في القمّة، يلفت القزّي إلى أنه بحكم الطابع المميّز للبنان، «يفترض بالحكومة تكليف رئيس سابق للجمهورية ترؤس الوفد اللبناني». ويرى القزيّ أنه عند مناقشة هذه الفكرة، يظهر اسما الرئيس الأسبق أمين الجميّل والرئيس السابق إميل لحود «الذي بينه وبين الحكومة وفريقها ود «مفقود»، لذا يمكن اقتراح الجميّل على اعتبار أنه شخصية جديرة بتمثيل لبنان، وخاصةً أنه شارك في قمم عربية عدة، كما أنه «الوحيد بين القادة المسيحيين في 14 آذار الذين يقرّون بضرورة حضور لبنان في دمشق».