محمد ضاهرهكذا كل 4 أعوام يطل علينا شهر شباط حاملاً معه 29 يوماً، حيث لهذا الشهر نكهة سياسية مختلفة بطعمها عن باقي الأشهر.
هذا الشهر وضع لنا أمام أعيننا حركات جديدة خطفت اسمها منه وتمسكت بنصف رقمه «14 شباط».
نعم، نذكر كلنا هذا اليوم. يوم انتقل لبنان من طريق إلى طريق، لكن العمر يمر والسنوات تمر والأشهر تمر والأيام تمر. أيّها الشهر، أشفق على لبنان الذي ما زال يتأرجح بين موالٍ ومعارض، حيث تسير سفن الانفجارات وأمواج القتلى ورياح الغدر بلا توقّف.
أيها الشهر تذكّر جيداً الحشود الدهماء التي لا تزال تسير وراء السياسيين والزعماء وتسمع الخطب على المنابر.
أيها الشهر تذكّر جيداً هؤلاء الزعماء الذين كانوا من أبرز المقاتلين في الحروب اللبنانية وأبرز زعمائها.
لن تتغيّروا يا زعماء، لن تتغيّروا يا من أمسكتم بأيديكم يد الدماء. لن أصدقكم وأنتم على المنابر تقولون نريد لبنان، نريد السلام، نريد المحبة. أين كانت تلك العبارات في السابق وأي عبارات كانت تُقال، حيث ما زلتم تتمنّون اللحظة التي تعيد ذاتها وتتمنون إمساك السلاح لإبراز أنفسكم التي لا تستطيعون إبرازها في السياسة.
أيها الشهر أحمد الله أننا ما زلنا على حق وعلى يقين بأننا لبنانيّين. أيها الشهر لن نمشي في الأمواج الهائجة التي تأتينا من زعمائنا العرب، الذين اتفقوا على أن لا يتفقوا.
لا نريد سلام عدونا الغاصب الذي قتل أبناءنا في أرضنا في عين النهار وسكون الليل، ولم يتحرك لهؤلاء العرب جفن.
الآن أيتها الأمة العربية والآن أنتم يا زعماء العرب، تتركون العراق وتتركون فلسطين التي تستباح ليلاً نهاراً ويقتل ألوفاً وألوفاً سنوياً.. لأي سبب أيها العرب. لأنهم يدافعون عن أرضهم ويطالبون بالحق في العيش الكريم.
أين أنت أيها الملك الذي تعتبر ملك الجزيرة العربية؟ أين نظرتك إلى جارك العريق العراق، لكنك الآن لا تريد أن تنظر إلا إلى واشطن وباريس.