نادر فوز
مرّ أسبوع على استشهاد ما لا يقلّ عن سبعة مواطنين وجرح عشرات، ولا يزال ذوو الشهداء والقوى السياسية المعنيّة بهم ينتظرون النتائج النهائية للتحقيقات «الجديّة والسريعة» التي وعدوا بها. وجاء تقرير تحقيق الشرطة العسكرية ليسكّن الجرح قليلاً ويهدّئ غضب النفوس، مؤكداً حرص القيادة العسكرية على مواصلة الجهود. وهو التحقيق الأول من نوعه في تاريخ الدولة والجيش. وبقيت الساحة السياسية خالية من أي حديث عن عودة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ومبادرته، ما دام شعار المعارضة «لا نقاش سياسياً قبل إعلان النتائج النهائية من مجزرة الشياح».
وقدّرت المعارضة إيجاباً الخطوة «الجديّة والجريئة» كما وصفها أحد المتحدثين باسمها، مؤكداً «ضرورة متابعتها حتى اكتشاف جميع عناصرها والمسؤولين عنها»، على اعتبار أنه يمكن لكشف الحقائق أن «يبيّن النوايا الفعلية لجميع الأطراف».
وقال المسؤول إن المعارضة في انتظار النتيجة النهائية و«اتّخاذ التدابير القانونية اللازمة بحق كل من تجدهم التحقيقات مسؤولين عن إراقة الدماء» لتعود بعدها الحياة السياسية إلى الجدل ومحاولة الخروج من المأزق.
وقال إن أهالي الشهداء مستعدّون لتقديم دعاوى مدنية بحق المسؤولين عن إطلاق النار في حال حصول أي تقصير، مضيفاً: «عدا موقف المعارضة الرافض لأي تحريك سياسي للأزمة في حال عدم معاقبة المذنبين».
وعلّق عضو المجلس السياسي في حزب الله، النائب السابق عمّار الموسوي، على التقرير بقوله «إنّ الوقت لا يزال مبكراً للحكم على عمل القضاء». وأكد أنّ «البلد مشدود إلى قضية المجزرة، فلا جدوى من أي طرح أو حديث سياسي الآن».
ووصف عضو تكتل الإصلاح والتغيير النائب عباس هاشم التقرير العسكري بأنه «مراجعة من قيادة الجيش لأخطاء حصلت داخل المؤسسة العسكرية»، وحصر التحقيق داخل هذه المؤسسة، مشيراً إلى ضرورة انتظار نتائج القضاء العدلي الذي من مهماته استكمال التحقيق. كما رأى هاشم أنّ «التحقيقات لا تزال في بداياتها»، مشدداً على ضرورة اتّخاذ تدابير بحق «أطراف سياسيين حشدوا عدداً كبيراً من عناصرهم في مناطق مجاورة للحادثة، إضافةً إلى وسائل إعلامية ساهمت في زيادة الاحتقان».
وفي ما يخص موقف المعارضة من ترشيح العماد سليمان، قال هاشم إنّ ترشيحه يرتبط ارتباطاً وثيقاً «بالاتّفاق على أسس المشاركة».
من جهة أخرى، أثنى عضو الإصلاح والتغيير، النائب إدغار معلوف على جدية التحقيقات، مشدداً على ضرورة الكشف عن هوية من مهّد لهذه الحادثة «وأشعل الفتيل». وأكّد معلوف أنّ «الشفافية والمهنية اللتين اتّسم بهما التحقيق» نقاط لمصلحة المرشح التوافقي سليمان، واستبعد توصل عمرو موسى إلى نتيجة في لبنان، «فالجميع مشغول بالجريمة التي وقعت الأسبوع الماضي، ولا فائدة من قدومه إذا كان هدفه تكرار ما فسّره هو حول المبادرة
العربية».