أحمد محسن
دخل المسؤول في «حزب الله» إلى قاعة علم النفس في كلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة ـــــ الفرع الأوّل في الجامعة اللبنانيّة. قبل أن يبدأ بالحديث عمّا جاء من أجله، عرّف عن نفسه بأنه أحد الأخوة في الحزب، واسمه «أبو صالح». بعدها أحسّ بأنّ هدفه هو أن يشرح للرفاق سبب اللقاء ويعرّفهم بفيلمه، أو بالأحرى فيلم التعبئة التربويّة في حزب الله الذي حمل عنوان «جيل النّصر». عرّف أبو صالح بالفيلم، مشيراً إلى أنّه «تأكيد لصلابة المقاومة وتماسك المجتمع الذي يلتفّ حولها»، ومذكّراً، في الوقت عينه، «بعدائية المجتمع الإسرائيلي والصور الشهيرة التي يظهر فيها أطفال إسرائيل يوقِّعون على الصواريخ».
بدأ الفيلم، وبدأت معه اللقطة الأولى من «بلاد العدو»، التي تظهر فيها مجموعة فتية إسرائيليين، يتلقّون تدريباً على السلاح بشكلٍ محترف، كما وصفه «أبو صالح»، ويعلن أن اسم هذه المجموعات هو «الكيدناخ»، وهي تشارك بشكلٍِ فاعلٍ في الحروب. ويظهر في الصور أيضاً ضبّاط إسرائيليون يشرفون بشكلٍ مباشر على التدريب الذي يستعمل فيه المتدرّبون الذخيرة الحيّة. ينتقل الفيلم بعدها إلى ردّة فعل «الحزب». صور لم نشاهدها من قبل، مقاتلات من «حزب الله» يخضعن لدوراتٍ عسكرية مكثفة، وقد ارتدين الزي العسكري المرقّط. في المشاهد اللاحقة، يتابع الفيلم ما وصفه بـ«المجتمع المقاتل»، مقاتلون صغار، يرمون عبر قاذفات الصواريخ ومضادات الطيران المروحي، ومشاهد أخرى تظهر فيها مجموعة أخرى منهم يعبرون في الأنفاق المظلمة حيث أمضوا يوماً كاملاً.
وفي هذا الإطار، يؤكد أبو صالح أيضاً أنّ ما يعرضه الفيلم ليس للإعلام فقط، بل هو إجراءات منظّمة لاستعمال السلاح، فلا قياس عمرياً أو تفرقة بين الإناث والذكور في قدرة التعلم و«قوة القلب». أمهات الشهداء وآباؤهم لهم حصّتهم من التدريب العسكري بدورهم. وفي سياق الفيلم تظهر مواقع استشهد فيها أبناء لهم، يتدرّبون فيها على استعمال السلاح. لكن كلّ هذه النار من أجل صدّ العدوان الإسرائيلي، كما شرح أبو صالح نفسه، لتأتي بعد كلامه اللقطة المبرّرة... صورة لفتى لبناني يطلق النار نحو «نجمة داوود».
تتركّز معظم لقطات الفيلم بين «الحزب» وإسرائيل، ويعرض فيها، إضافة إلى التدريبات، مشاهد أخرى عن كيفية إطلاق الصواريخ نحو فلسطين المحتلّة والتعذيب الذي يتعرض له أسرى المقاومة، ومشاهد حربية أخرى، تنتهي بصورة طفلة تمسك السلاح بيد، والشهادة بيدٍ أخرى.