strong> ليال حداد
أصبح بإمكان المواطن اللبناني تقويم عمل نوّابه، ومعرفة إنجازاتهم وتقصيرهم، عبر مرصد الأداء النيابي اللبناني الذي أطلقته جمعية «نحو المواطنية».
النائب عباس هاشم قام بست مداخلات في المجلس. النائب بهيج طبارة اقترح قانون بشأن انطلاقة جديدة للمجلس الدستوري. أمّا النائب أسامة سعد فطالب بحلّ مشكلة جبل النفايات في صيدا. هذه عيّنة صغيرة وبسيطة من المعلومات التي يقدّمها المرصد للمواطن «من أجل تعزيز الشفافية والمساءلة». يهدف الموقع، كما يوضح الناشطون في «نحو المواطنية»، إلى تشجيع وتسهيل مشاركة المواطنين في الحياة السياسية، وتعزيز الحكم الصالح عبر هذه المشاركة، إضافة إلى نشر الوعي السياسي، ومحاسبة النواب.
إلا أن هؤلاء يدركون أنّ تحقيق هذه الأهداف لن يتحقّق في يوم أو سنة أو عشر، فيقول جيلبير ضومط، «على مدى عشرين عاماً سنثابر على عملنا ولن نيأس، لأننا واثقون من أنّ التغيير لا يحصل إلا عبر مجلس النواب».
وعن تشابه الفكرة مع مرصد الطائفية الذي انطلق قبل فترة تقول المسؤولة الإعلامية في الجمعية ناي الراعي إنّ الإعداد لهذا المرصد بدأ قبل سنتين، «وبالتالي الفكرة قديمة، إلا أنّ التحضير والانتهاء من العمل استغرقا وقتاً طويلاً». واستند المرصد في تجميع المعلومات إلى ثلاثة مراجع وهي وسائل الإعلام المكتوبة، ولا سيما صحف «الأخبار»، «النهار»، «المستقبل» و«صدى البلد»، إضافة إلى النواب أنفسهم، ومنشورات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المجلس النيابي.
يقدّم المرصد خدمات عدة عبر موقعه الإلكتروني www.lpmonitor.org إضافة إلى الرصد، فيعرض لائحة بأسماء كل النواب مع انتماءات كل منهم والمعلومات الشخصية الأساسية. أما عملية الرصد، فسهلة جداً في الموقع، إذ إن كل المجالات التي يعمل فيها النواب مقسّمة من الإصلاح الانتخابي والشؤون المالية والصحية، وصولاً إلى شؤون المرأة. وانحصر رصد عمل النواب، بالنشاطات والأفكار والمواقف التي تصبّ في خانة إدارة الشأن العام والسياسات العامة، ولم يأخذ المرصد في الاعتبار المواضيع السياسية التي تشغل الكتل النيابية.
الناشط عماد عطا الله وجد طريقة أسهل لشرح فكرة المرصد، فاختصرها بعبارتين، الانتقال من «فخخخ» إلى «فصخص». وفخخخ هي اختصار لعبارة «فات خطأ خرج خطأ»، وفصخص «فات صحّ خرج صح». وبهذه الطريقة يصل المجتمع اللبناني إلى ممارسة سياسية صحيحة وإلى تحقيق المواطنية الكاملة.
من جهتها، تشرح الناشطة الأميركية في الجمعية صونيا داي المراحل التي مرّ بها المرصد قبل إطلاقه. «فبعد الاجتماع مع جمعيات المجتمع المدني ومع خبراء لتجميع الاقتراحات، انتقلت الاقتراحات إلى الجامعات وتحديداً الجامعة الأميركية في بيروت، وسيدة اللويزة في الشوف، ودرّبنا 12 شخصاً لمقابلة النواب». بعد الانتهاء من هذه المراحل، بدأ العمل الفعلي مع النواب، فاتصلت الجمعية بكل النواب ما عدا النواب ــــ الوزراء. وأخيراً، قابل الناشطون 24 نائباً للاطلاع على أولوياتهم في السياسات العامة ومواقفهم من أولويات المجتمع المدني.
يموّل مرصد الأداء النيابي اللبناني بطريقة رئيسية منظمة USAID الحكومية، وهو ما أثار بعض التساؤلات عن حقيقة المرصد. يوضح ضومط هذه الفكرة مؤكداً أنها جمعية ترفض أي تدخل في عملها، وUSAID عرضت تمويلها لكونها تسعى للعمل مع مؤسسات المجتمع المدني في لبنان، وهي فكرة المرصد، بعيداً عن أي هدف سياسي. وكانت جمعية «نحو المواطنية» قد عقدت مؤتمراً صحافياً لإطلاق المرصد رسمياً، تخلّلته كلمات للناشطين، إضافة إلى مداخلات لرئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الأميركية هلال خشان، ومراسلة قناة الجديد نانسي السبع، والأمين العام التنفيذي للجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات سعيد صناديقي، عرضوا فيها فوائد المرصد، كلٌّ انطلاقاً من اختصاصه.