مدينة غارقة في قعر بحيرة «إيسي كول»
عثر فريق البعثة الروسية ـــــ القرغيزية على آثار مدينة غارقة تعود إلى 2500 عام قبل الميلاد في قعر بحيرة «إيسي كول» الواقعة في جبال دولة قرغيزستان. وكان الفريق العلمي الروسي القرغيزي، المؤلف من علماء آثار ومؤرخين ومحترفي الغطس في المياه الحلوة، قد بدأ عمليات البحث عن هذه المدينة قبل 7 سنوات. وأظهرت الدراسات آثار المدينة الغارقة التي تمتد لعدة كيلومترات، والتي كان يحيط بها جدار. وقد عثر العلماء على جزء من هذا الجدار يزيد طوله على 500 متر، وعلى مقابر وأدوات حربية مصنوعة من البرونز وحلي مطلية بالذهب تُظهر تقدّم شعوب تلك الحضارة، وهذا ما دفعهم إلى الاستنتاج أن تلك المدينة كانت مركزاً مهماً قبل أن تغرق بسبب فيضان محلي.



في إيطاليا الاكتشافات الأثرية رهن بالسياسة الداخلية

في إيطاليا تأخذ الاكتشافات الأثرية حيّزاً مهماً جداً في الإعلام، بحيث يتصدّر الخبر الصفحات الأولى للجرائد، وقد يطغى على السياسة، وهذا ما دفع علماء الآثار إلى استغلال خبر الاكتشافات لمعاقبة السياسيين أو الترويج لهم. فخلال عام 2005، اكتُشفت المغارة التي حضنت، بحسب الأسطورة، طفلين، في أحد أروقة قصر البالاتين الواقع في وسط روما. فأعلن العلماء عن الاكتشاف الذي غطّى حينها على إعلان رئيس الوزراء السابق برلسكوني نيته تأسيس حزب جديد، ورأى الأخير أن توقيت خبر الاكتشاف كان لأهداف سياسية بحتة من أجل محاربته. حينها، لم يُعطَ لهذا التحليل أي صدقية. لكن يبدو اليوم أن برلسكوني كان محقاً.
فخلال فترة الأعياد، أعلن عمدة روما ووزير الثقافة عن «اكتشاف» جداريات رائعة الجمال وفريدة من نوعها في أربع من غرف قصر الإمبرطور أغسطس الواقع على تلة البالاتين داخل روما. ودُعيت وسائل الإعلام إلى القاعات لتصوير الجداريات المرممة، إذ إن الاكتشاف يعود إلى أكثر من سنة، ولكن لم يعلن عنه أبداً «لإعطاء العلماء الوقت الكافي لإنهاء عملية الترميم»، كما أكد عمدة روما.
رغم ذلك، يبقى «توقيت» إعلان الاكتشاف مستغرباً جداً، إذ يأتي في وقت تعيش فيه حكومة رومانو برودي أزمة شعبية كبيرة، وفي فترة يطرح عمدة روما نفسه مرشحاً لرئاسة الحكومة المقبلة! والمعروف عن هذا الأخير أنه يعمل منذ أكثر من عقد على تكريس صورته كمنقذ لآثار روما وداعم لمشاريع المحافظة على تراثها القديم، ويبدو أن هذه الصورة محبّبة لدى قلوب الإيطاليين.