strong>فداء عيتاني
•أشهر انتماءه إلى القاعدة وأعلن تمدّد «فتح الإسلام» وبشّر بقدرات تنظيمه لبنانيّاً

ثلاثة أحداث خلال 24 ساعة حملت بصمات «القاعدة»، وتركزت في لبنان: إطلاق صاروخي غراد 122 ملم على شمال فلسطين، تفجير يستهدف القوات الدولية عند مشارف صيدا، وتسجيل لشاكر العبسي يعلن فيه موقعه وموقع تنظيمه من الأحداث

لم يبخل شاكر العبسي، زعيم تنظيم «فتح الإسلام» بالشرح حول ما كان وجرى من أمر تنظيمه في المعارك التي خاضها ضد القوى الأمنية اللبنانية، وهي كلمته الأولى التي سبق أن وعد بها موقع «الإخلاص» المقرب من بعض قطاعات تنظيم القاعدة، وإن لم يكن الموقع أو الجهة الرسمية للتنظيم، والذي تقوم مؤسسة «السحاب» بدور الناطق الإعلامي باسمه. وإطلاق الشريط الصوتي للعبسي في هذا الوقت بالذات يحمل ثلاث رسائل رئيسية: أولها أن العبسي، والذي تؤكد مصادر في «فتح الإسلام» أن صوت الشريط هو صوته وأن الرجل «بخير وسلامة»، يعيش في مكان آمن ومريح، وربما في العراق أو متنقلاً بين العراق ولبنان، حيث لا يزال يؤدي دوره في قيادة تنظيمه السري، وهو الجانب الآخر في الرسالة الأولى، والذي يفيد بأن التنظيم لا يزال قادراً على التحرك والتفاعل والتمدد حتى إلى غزة.
الرسالة الثانية هي أن التنظيم يعلن هوية انتسابه، فهو واضح تماماً في الانتماء إلى «شيخ المجاهدين» أسامة بن لادن. أما الرسالة الثالثة فداخلية، تحمل على الجيش وقائده ميشال سليمان، ولا شك أنه سيكون لها مفعول إيجابي، بعد تجاوز أزمة فشل الجيش في القضاء على «فتح الإسلام» والقبض على قائده، فهي تشير إلى أن قائد الجيش الحالي والمرشح المجمع عليه للرئاسة حالياً، هو من يمكنه مواجهة التنظيم السلفي الجهادي.
في كلمته الأولى، بعد معارك نهر البارد التي انتهت في الثاني من أيلول 2007، يتحدث العبسي مدة تزيد على 40 دقيقة في تسجيل خضع للمونتاج، وتم لصق مقدمة له، وهو يشابه في إخراجه إنتاج مؤسسة «السحاب»، ويعلن العبسي أن الذين سقطوا من تنظيمه هم فقط 140 مقاتلاً، ويصنف الصراع بأنه بين «فئتين التقتا: فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة، فئة ترفع راية الرحمن وفئة ترفع راية ميشال سليمان».
وقال العبسي إن المعركة «كانت من أشرس ما رأينا أو سمعنا، فقد شارك إخوة لنا في معارك كثيرة، من أفغانستان إلى العراق بما فيها معركتا الفلوجة، إلى لبنان، إلى غير ذلك. فما شهدنا معركة كهذه، لا لشراسة العدو وشجاعته، ولكن لخسته ولؤمه وحقده على الإسلام والمسلمين». ويضيف: «ولا يبخل عباد أميركا من دول المنطقة بما عندهم، وتشاركهم أيضاً فصائل منظمة التحرير بتوفير الغطاء لتدمير المخيم، وحث أبناء المخيم على مغادرته تمهيداً لتنفيذ مؤامرة التوطين، التي وقّعوا وتعهدوا لسادتهم تنفيذها، لأن ما سمي لاجئي 48 يشكلون عقدة في اتفاقات البيع والخيانةويتحدث عما تعرض له من عزل فيقول: «ومقابل حشد الكفر هذا كان خذلان المسلمين كافة لأهل التوحيد، ثم منع أجهزة الإعلام قاطبة من الدخول أو الاقتراب من المخيم، بل إغلاق كل أجهزة الهاتف الأرضية والمحمولة لمنع نقل الحقائق من جهة وليتمكن جيش الصليب من نسج بطولات وهمية علّها ترفع معنويات جنوده المنهارة».
ويشرح العبسي ما يؤكده مصدر في «فتح الإسلام» من حرق 17 من أنصار الحركة في طرابلس فيقول: «ابتدأت المعركة، وأحرق إخوتنا في طرابلس، (و)باعترافهم قالوا إنهم يقصفون المخيم بمعدل عشرين صاروخاً في الدقيقة، أي 1200 صاروخ في الساعة، وكان القصف لا يقل عن عشر ساعات يومياً». ويتابع: «وقد ظل الجيش متردداً في الاستمرار في المعركة أمام بطولات المجاهدين، وتدخلت أميركا وحملة مشروعها لتقول لقائد جيش الصليب إذا أردت كرسي الرئاسة فلا بد من رأس مخيم نهر البارد، وتفتح له المستودعات، ليبدأ قصفاً جوياً بقنابل زنة ألف باوند كفيلة مسح المخيم من الوجود، ولا يستطيع الجيش رغم كل هذا الدعم والجرائم والصمت المخزي اقتحام المخيم، ويقرر أسود التوحيد الاقتحام، وقد كان».
ويقول إنه «يتمنى «أن يتمزق جسده أشلاء في سبيل الله لينال رضاه، ولكن حكمة الله اقتضت أن يخرج (هو) وإخوانه ليغيظ بهم الله إن شاء الله». ويتحدث عن سخرية أهل الطوائف الأخرى «وكيف أن الخطوط الحمر التي تشدقوا بها تهاوت والكل يمتدح مَن أسقطها».
ويتوجه إلى أهالي الشمال بالقول: «ما اخترناكم إلا لاعتقادنا بأنكم الأنصار، فقد جئناكم من كل حدب وصوب، لنرفع راية التوحيد في بلاد الشام، فهل يعقل أن يكون فيها دولة لليهود ودولة للنصارى ولا يكون فيها دولة للمسلمين؟ لقد بذل الطغاة كل جهودهم للوقيعة بيننا وبينكم لما عرفوا صدق دعوتنا وخطورتها عليهم لمنعنا من الوصول إليكم (...) إلى أن وصل الأمر ببعض ضعاف النفوس ممن خان الله ورسوله إلى قتل المجاهدين وتسليمهم إلى عباد الصليب ليسخروا من المسلمين، وليصلوا إلى إهانة القرآن كما حصل في المخيم وفي سجن رومية». ويتهم الجيش بإطلاق الصواريخ على القرى اللبنانية للإيقاع بين المسلمين.
ويتوجه إلى علماء الدين فيقول: «سيحشرك الله مع من تحب، مع ميشال سليمان ومع السنور في الآخرة إن لم تعد إلى الله. فيا أمة الإسلام ها هي رحى الحرب قد دارت بين الإيمان والكفر في بلاد الشام، وكما قال الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله ورعاه وجعله شجناً في حلوق الطغاة، هما فسطاطان، فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر». ويتوجه إلى أبناء المخيمات الفلسطينية، معتبراً أنهم هدف الأميركيين لتوطينهم وتشتيتهم، بمساعدة «عباس».
ويتحدث عن الشهداء وكراماتهم قبل أن يوجه كلمة إلى الأسرى، قائلاً: «نعاهد الله أنه لن يهنأ عيش لنا ولسجانيكم وأنتم وراء القضبان. لن نتركهم يعيشون آمنين وسنطاردهم ليل نهار حتى يحكم الله بيننا».
ويختم بالإشارة إلى «إخوتنا في الأرض المباركة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس من أبطال فتح الإسلام الذين فتح الله عليهم في عمليتهم الأولى المباركة والتي نسأل الله أن يفتح عليهم وعلينا وأن يمكننا من رفع راية لا إله إلا الله فوق فلسطين».

الجيش
والمفتي


يوجه شاكر العبسي في كلمته رسالة مزدوجة إلى الجيش اللبناني ومفتي البقاع فيقول: «جيش الصليب جيش مرجعيون، يا حراس اليهود ومضيفيهم، ابشروا بما يسوء وجوهكم، فهذه المعركة هي البداية وسنرى لمن تكون الغلبة. أما تسريبكم لصور تعذيب إخوتنا فإن كنتم تقصدون بها رسالة فقد وصلت رسالتكم، وسيأتيكم ردها إن شاء الله، ولعمري إن وقاحتكم وقلة حيائكم بلغتا كل مبلغ لدرجة أنكم أقمتم احتفالاً لتقديم مئات من جنودكم قرابين لجهنم ليصل ميشو وأتباعه إلى إهانة القرآن، وسميتم احتفالكم هذا بحفل انتصار الجيش الذي زينته الصلبان والخمور، والذي نهديه إلى مفتي زحلة والبقاع والذي حمد الله أنه لم يمكّن هذه الجماعة من إقامة دولة الإسلام».