الكسليك ـ جوانا عازار
تحتوي قاعة المخطوطات في مكتبة جامعة الروح القدس ـــــ الكسليك ثلاثة آلاف مخطوطة، مكتوبة باللغات الكرشونيّة، السريانيّة، اللاتينيّة إضافة إلى العربيّة والفرنسيّة وغيرها، كتبت بخطّ اليد منذ مئات السنين قبل أن يكتشف العالم المطبعة.
تمرّ المخطوطات منذ تسلّمها من إدارة المكتبة بمراحل عدة تسهم في حفظها، حسبما تشرح حافظة المكتبة المساعدة ماريات عبد الحيّ. ففي مشغل حفظ التراث الكتابيّ، تخضع كلّ مجموعة لمراقبة مستمرّة فتُعزل لمدّة أربعين يوماً. وتعالج أوراق المخطوطات التي تعاني مشاكل الفطريات، كما تغلف بشمع خاصّ، وتعلب في كرتون خال من الأسيد أو من مادّة الألكالين.
تنقل المخطوطات في المرحلة الثانية إلى مشغل التصوير الرقميّ، حيث ترقّم، وتحوّل الـ Microfilms والـ Microfiches إلى معلومات رقميّة على أقراص مدمجة، ثمّ تصوّر، وتُعطى اسماً ورقماً. أمّا المرحلة الأخيرة فهي حفظ المخطوطات في القاعة الخاصّة بها. ويتطلّب حفظها شروطاً دقيقة لجهة الرطوبة والحرارة، وتخضع لنظام تهوية خاصة. كذلك فإنّ الرفوف التي تضمّ المخطوطات تُغطّى بنوع من البودرة وتُدهن الجدران بمادة مضادة للفطريات فيما تجهّز القاعة بنظام الحماية من الحرائق.
تشرح عبد الحي عن مصادر المخطوطات، إذ تشتري الجامعة القسم الأكبر منها من الأديرة اللبنانية، إضافة إلى المواقع الإلكترونية المتخصّصة بالمخطوطات الأجنبية ومنها الفرنسية والإيطالية.. وتتنوّع مواضيع المخطوطات بين التراث اللبناني والمسيحي، والطبّ واللغات. وتأخذ الجامعة نسخاً من مكتبة الفاتيكان عن المخطوطات التي تتناول لبنان والشرق الأوسط. وتحتفظ الجامعة بالطبعة الأولى من كتاب المزامير باللّغة السريانيّة التي طبعت في الشرق (في مار انطونيوس قزحيا) سنة 1610، إضافة إلى الطبعة الأولى باللّغة السريانيّة من العهد الجديد التي طبعت في فيينا سنة 1555، فيما تحفظ في «رواق الروّاد»
Galerie des donateurs أرشيف الوزير السابق موريس الجميّل، القاضي السابق روبير غانم، الرسّام والكاتب ألان تاسو، آنّا تابت زوجة جاك تابت، الحاكم السابق في مصرف لبنان جوزيف أوغورليان، فضلاً عن مجموعات خاصّة برجال دين أو مسؤولين في الرهبنة اللبنانيّة المارونيّة منهم المونسينيور الياس حايك والدكتور مالك بصبوص.
وتنظّم الجامعة سنويّاً معرض للكتب والمحفوظات والمخطوطات القديمة، فضلًا عن دورة تدريبيّة لحفظها.
وتشكّل هذه المخطوطات والمطبوعات القديمة ومجموعات الأرشيف ركيزة أساسيّة في مكتبة الجامعة التي تأسسّت سنة 1962 وأصبحت تضمّ اليوم أكثر من مئتي ألف كتاب، نحو 400 مجلّة، وأكثر من ألفي DVD و CD ROM ، اضافة الى مخزنين للكتب وواحد للمجلات والصحف وثلاث صالات للمطالعة.