بعد هدوء أمني شهدته البلاد منذ الانفجار الذي استهدف سيارة تابعة للسفارة الأميركية في منطقة الكرنتينا بعد ظهر الثلاثاء الماضي، وإثر انجلاء ليلٍ شهد حواجز أمنية في شوارع مختلفة من العاصمة، وبقي عدد منها في بعض الطرقات حتى ساعات الفجر الأولى، خرق هدوءَ صباح أمس دوي انفجار صدر من منطقة المصيطبة، تبيّن أنه ناتج عن قنبلة يدوية رُميَت باتجاه سيارات مدنية.وقد أدى انفجارها إلى احتراق سيارة المواطنة أمل حبيب وتضرّر سيارة زوجة معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي أحمد عويدات. فقبيل السادسة من صباح أمس، حسب رواية شاهد عيان من المنطقة، وعند السادسة والربع بحسب بيان الجيش اللبناني، ألقى مجهولون قنبلة يدوية بيّنت التحقيقات الأولية أنها هجومية، باتجاه السيارات المتوقفة على الجهة الغربية لبناية قازان في المصيطبة، قرب محطة يزبك. وقد انفجرت القنبلة أسفل مؤخرة سيارة شيفروليه تملكها أمل حبيب، وهي شقيقة زوجة قائد لواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان، ما أدى إلى اشتعال السيارة بشكل شبه كامل، وخاصة أن القنبلة انفجرت تحت خزان وقود السيارة. أما سيارة زوجة القاضي عويدات، فقد أصيبت بعدد من شظايا القنبلة، لكن الضرر الأكبر الذي أصابها كان من جهة السائق، وهو ناتج عن احتراق السيارة الأولى.
وحتى مساء أمس، لم تكن التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية قد توصلت إلى خيوط جدية يمكن التعويل عليها لكشف الفاعلين، كما لم يُعرف ما إذا كان الفاعل (أو الفاعلون) قد استقل سيارة أو دراجة نارية، أو ما إذا كان راجلاً. كما لم تُحسَم أي من فرضيات التحقيق، لناحية المستهدف من القنبلة، سواء كانت السيارة الأولى أو الثانية أو الاثنتين معاً، أو أن تفجير القنبلة في المكان هو محض صدفة. ولا بد من الإشارة إلى أن أحد أفراد عائلة حبيب أكّد لـ«الأخبار» أن سيارة أمل حبيب ليست المستهدفة. ورداً على سؤال، أجاب بأن صاحبة السيارة لم تتعرّض سابقاً لأي تهديدات.
يذكر أن القاضي عويدات مثَّل النيابة العامة في عدد من القضايا الهامة التي تجرى متابعتها أمام المحكمة العسكرية، وأبرزها قضايا مرتبطة بتنظيمات أصولية متهمة بتفجيرات على الأراضي اللبنانية، أو بالتحضير لها، ومنها على سبيل المثال قضية شبكات «القاعدة» التي أوقفها فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عام 2002، والتي صدرت أحكام بحق أعضائها بعد إدانتهم بالوقوف خلف التفجيرات التي استهدفت مطاعم ومؤسسات تحمل أسماءً أميركية.
وقد زار مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد مكان الانفجار مرتين بصحبة معاونيه القاضيين رهيف رمضان وسامي صادر، وأعطى توجيهاته للمحققين الذين لوحظ محافظتهم على مسرح الجريمة ومنعهم أي أحد من دخوله.
يُذكر أن المنطقة التي انفجرت فيها القنبلة مختلطة طائفياً وسياسياً، لكن لم تحصل فيها سابقاً أي خلافات بارزة على أساس سياسي أو طائفي، كما لم تقع فيها خلال الفترة السابقة أي حوادث أمنية تُذكر.
وقد أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً أوردت فيه الآتي: «عند الساعة 6,15 صباحاً، أقدم مجهولون على تفجير قنبلة يدوية في شارع مار الياس ــ بيروت، ما أدى إلى احتراق سيارة المواطنة أمل ميشال حبيب، وتعرض سيارة معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي أحمد عويدات التي كانت مركونة في المحلة لأضرار مادية جسيمة، وقد فرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول المكان وبوشر التحقيق في الحادث».
(الأخبار)