غسان سعود
في موازاة تحرك العمال الاحتجاجي أمس، برز موقف جديد للمعارضة عبّر عنه عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب سليم عون بدعوته للمرة الأولى إلى الحسم من خلال معادلة «الغالب والمغلوب» بعدما عطّلت السلطة كل الحلول. وقال عون إن تعطيل المؤسسات الدستورية، وغياب المرجعيات، وتعثر التسويات التوافقيّة، تدفع عادة في اتجاه دعوة الشعب إلى التحكيم بين الفريقين المتنازعين عبر استفتاء أو انتخابات نيابية. ولكن في ظل تعثر هذا الأمر أيضاً، لا يبقى هناك ما يردع التصادم الذي ينتهي عادة بغالب ومغلوب. والمعارضة لا تهدد ولا تتوعد، يتابع عون، مشيراً إلى احتمال أن تكون في موقع المغلوب لا الغالب. وفي الحالتين، سيخلص الشعب العالق بين فكي «لا غالب» و«لا مغلوب». ولا يجد عون غرابة في شعاره الأخير، موضحاً أن الغلبة المقصودة هنا سياسية لا غير.
وبتهكم يدعو المعترضين على مبدأ الغالب والمغلوب إلى مراجعة ما حصل في 13 تشرين الأول 1990، عندما نجح الفريق الممسك بالسلطة اليوم في «إلغائنا ومحاولة سحقنا». مؤكداً أن هذا الفريق «لن يقصّر إذا طلع بيده اليوم».
وفي المقابل، رفض النائب في كتلة المستقبل عمار الحوري التعليق على كلام سليم عون، مشككاً في جرأة المعارضة «التي تدّعي الإصرار على مطلب المشاركة، على نقل المعركة إلى عنوان كهذا»، مشيراً إلى أن التصريح الأخير يفترض التعامل معه كـ«حالة متوترة» لا تستحق التعليق.
من جهة أخرى، عُلم أن الصف الأول في المعارضة أجّل اجتماعه الذي كان منوياً عقده اليوم إلى ظهر الاثنين المقبل، ريثما تتحسن صحة العماد ميشال عون من جهة، وتُعرف نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب، يوم الأحد، من جهة أخرى.
ويضع فريق جدّي من معاوني مسؤولي المعارضة اللمسات الأخيرة على «التحرك الخاطف» الذي ستعلن عناوينه العريضة غداة الاجتماع المرتقب. علماً بأن المعلومات عن هذا التحرك تنحصر بعدد قليل جداً من مسؤولي المعارضة لا يتعدى الأربعة، بحسب تأكيد أحد المطّلعين.
و«التحرك الخاطف»، وفق المتابع نفسه، سيفاجئ السلطة، لكونه سيأتيها من حيث لا تتوقع، وسيكشف عن «تخطّي المعارضة لعقدة حرق الأصابع». ويُذكر في هذا السياق أن متابعة مسؤولي المعارضة لتحرك اليوم اقتصرت على ثلاث نقاط رئيسية، هي: مراقبة رد فعل مؤيّدي السلطة، معرفة خطة القوى الأمنية في ظل تحركات مشابهة، واكتشاف حجم التجاوب الشعبي العفوي مع المطالب المعيشية إذا وقفت المعارضة على الحياد.
وتناقش أكثر من مسؤول معارض في نتائج هذه الاستطلاعات الثلاثة عصراً، لينتهوا بكتابة مسودة تقرير يُستفاد منها في الإعداد للتحرك المقبل الذي لن يكون، وفق النائب سليم عون، بعيداً، علماً بأن بعض مسؤولي المعارضة في المناطق تبلّغوا ممن يتقدمهم أن المطلوب الحفاظ على «الجهوزيّة التامة»، دون الدعوة إلى اجتماعات كبيرة. وجرت طمأنة هؤلاء إلى ضمان استمرار حياة الناس المعيشية والوظيفية. وقيل لبعض المسؤولين الميدانيين، على أكثر من مستوى، إن المرحلة تخطّت البيانات التحذيرية أو تقطيع الوقت، ولحظة الحسم باتت قريبة، حسم سينتج منه حتماً «غالب ومغلوب».