نعمت بدر الدين
لن يشارك وزير الخارجية والمغتربين المستقيل، فوزي صلوخ، في الاجتماع المستأنف لمجلس وزراء الخارجية العرب والمخصص لبحث تداعيات الأزمة اللبنانية والاستماع إلى الأمين العام للاطّلاع على نتائج مساعيه. لن يشارك، إذاً، كي لا يتخذ موقفاً يلزم لبنان!
ولكن هل اتخذ صلوخ قرار عدم المشاركة وحده، ودون تشاور مع الجهة التي فاوضت على تعيينه؟ وهل هذا يعني أنه يتصرف في منطقة يظن أنها حيادية؟ ام إن في المعارضة من يرى أن المشاركة غير مطلوبة أساساً وشجع صلوخ على قراره؟
وزير الخارجية بالوكالة طارق متري أوضح أن الدعوة إلى الاجتماع الأول وجّهتها الجامعة العربية إلى كل من وزارة الخارجية ومجلس الوزراء. غير أن مجلس الوزراء هو المخوّل تحديد من يشارك، ورئيس الحكومة اتصل بصلوخ وطلب منه المشاركة، لكنه رفض، «فكُلفت ترؤس الوفد ممثلاً للحكومة».
وردّ متري على من يقول إن مشاركته تمثل فريق الأغلبية بالقول إن «الدعوة لم توجّه إلى المعارضة ولا إلى الموالاة، بل إلى حكومة لبنان، وإن الدول المشاركة في الاجتماع تعامل الحكومة على أساس أنها الحكومة الشرعية، وإن حكومة لبنان تقرر من يمثلها»، وإذا أرادت المعارضة الذهاب إلى الاجتماع فلتطلب تمثيلها بوزراء أو نواب.
مصادر صلوخ أكدت أنه لن يشارك في اجتماع القاهرة لأن مشاركته تعدّ ممارسة تقريرية لا تصريف أعمال، وأي موقف قد يتخذه سيلزم لبنان، وامتناعه يندرج في سياق التزامه موقف المعارضة.
ويرى مراقبون أنه في ظل الانقسام السياسي، كان من الأفضل أن يتفق السياسيون على إرسال وفد تقني يؤمن المشاركة الرسمية في اجتماع عربي يريد أن ينتج حلاً، بحيث ينقل مواقف جميع الأطراف.
وقد نصحت دوائر دبلوماسية بعدم مشاركة متري، لأن وفد الحكومة لا يشمل رأي الجميع، وحضور متري لا يمكن اعتباره تمثيلاً للبنان بل هو مشاركة لفريق سياسي في مناقشة المبادرة التي يبحث أول بنودها انتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم ستبحث كيفية إنهاء خدمات الحكومة التي أصبحت جزءاً من المشكلة، مؤكدة أن هذه الحكومة تحولت إلى حزب سياسي، لها مجلسها السياسي، وناطق رسمي، شأنها شأن سائر الأحزاب.
مع ذلك، يبدو أن المعارضة ستكتفي بإرسال مذكرة إلى الاجتماع العربي، متجاهلة الدعوة التي أطلقت للمشاركة بوفد عالي المستوى في الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب احتجاجاً على حصر التمثيل اللبناني بالفريق الحاكم.