نعمت بدر الدين
يرى عدد من السفراء أن ذهاب لبنان إلى مؤتمر أنابوليس كان مبرراً، فهو مؤتمر خاص بالشرق الأوسط شارك فيه العرب، «وكان فرصة لعرض مطالبنا»، وغياب الإنجازات كان متوقعاً. لكنّ أحد الدبلوماسيين وصف مشاركة لبنان بـ«الخطأ الكبير»، مشيراً إلى أن خطاب وزير الثقافة طارق متري، على أهميته، كان يجب أن يقترن بشروط أساسية كما فعلت سوريا.
وأضاف دبلوماسي آخر إلى أن «عدم المشاركة على مستوى وزير الخارجية ليس مشكلة، لو كان هناك توافق مسبق. لكنّ ما حصل مخزٍ، بسبب إهمال رأي فريق من الشعب وممثليه»، فيما اعترض أحد السفراء على المشاركة، «لأننا دولة ملحقة إلحاقاً بالموضوع، وجدول الأعمال لم يتضمن أي شأن يخصّنا»، مشيراً إلى أن الحكومة تذرّعت بالإجماع العربي.
وذهب دبلوماسي آخر إلى القول إن الحكومة لم تنسّق مع وزارة الخارجية، «وهذا طبعاً يضرّ بالصفة الدبلوماسية اللبنانية خارجياً، وبالتمثيل الفعلي في البلد. فقد قررت رئاسة الوزراء مَن يشارك في الوفد، وقد هُرِّب قرار المشاركة، ولم يُعلن في آخر جلسة لمجلس الوزراء». بدوره، تبنّى أحد الدبلوماسيين موقف وزير الخارجية فوزي صلوخ، «فنحن لدينا قرارات دولية معلّقة تحتاج إلى تنفيذ، والمشاركة تعدّ تنازلاً عن القرارات الدولية. وهذه المفاوضات هي أقل من القرارات، فإذا كان عندي وثيقة هل أفاوض عليها؟».
أمّا وزير الثقافة طارق متري، فأكد أن لبنان شارك في كل اجتماعات لجنة مبادرة السلام العربية التي حضّرت لمؤتمر أنابوليس، ولم يغب عن أيّ اجتماع منذ تموز الماضي، وأن لبنان كان متحفّظاً خلال الجلسات، وطرح عدداً كبيراً من الأسئلة، مضيفاً أن «موقفنا انطلق من أن مبادرة السلام العربية كلٌّ لا يتجزأ، وليس في الصورة أي تطبيع أو ما يشبهه، وسفير لبنان في مصر خالد زيادة كلّفه وزير الخارجية فوزي صلوخ تمثيل لبنان في الاجتماعات المذكورة، وكان يرسل تقاريره إلى وزارة الخارجية». كما أوضح متري أنّ «رئيس الحكومة اتصل بصلوخ، قبل صدور قرار لجنة مبادرة السلام العربية في القاهرة بالمشاركة، وأبلغه أننا ننتظر القرار العربي، ولكن تحضّروا في الوزارة لإمكان المشاركة. وقد كلّف صلوخ السفيرين أنطوان شديد ونواف سلام حضور أنابوليس».
وذكّر متري بالإصرار العربي والروسي والأوروبي والأميركي على أن يكون تمثيل لبنان وزارياً، «لأنه صاحب قضية، والذي يغيب يُستغاب. وقد جرت استشارات وزارية، وجرى اختياري رغم أني، كوزير ثقافة، لا أتعاطى موضوع الخارجية منذ عودة صلوخ، لا من قريب ولا من بعيد».
وقال متري إن لبنان وحده تحدث عن حق العودة والقرار 194، «وذلك لأسباب قومية وسياسية وأخلاقية، ولأسباب تتعلق بدستورنا الذي ينص على رفض التوطين». وأضاف أنّ «الفلسطيني الذي يفاوض اليوم في موضوع اللاجئين يتمسك بحق العودة وإمكان تنفيذ ما يمكن منه، ويضع لبنان في أعلى السلّم عند الحديث عن حق العودة». وختم حديثه بالقول إن لبنان جزء من الإجماع العربي وصاحب قضية يدافع عنها قبل أنابوليس وأثناءه وبعده.