صيدا ــ خالد الغربي
على الرغم من تغير المناخ وحلول موسم الأمطار، إلا أن الكلاب الشاردة التي تنتشر في بعض شوارع صيدا، ولا سيما عند محلة الفواخير والمدينة الصناعية القريبتين من موقع مكب النفايات، لا تزال تروِّع المواطنين. وتبدو صورة الانتشار الليلي لعشرات الكلاب كمن ينصب كميناً لملاحقة طريدته، حيث تتجمع هذه الكلاب إناثاً وذكوراً لترسم «خريطة طريق» في رحلة البحث عن الطعام، ويرافق ذلك نباح واللحاق بالسيارات المارة وعمليات مطاردة. وتستفيد هذه الكلاب لكون منطقة الانتشار الرئيسية منطقة موبوءة بالنفايات وعدد من مصبات المياه الآسنة ووجود مصانع. وللترفيه عن نفسها تقوم هذه الكلاب برحلة استجمام على الكورنيش غير آبهة بأحد.
ولعل ما يميز هذه الكلاب، على الرغم من أجسادها المخيفة وترويعها للناس، أن بعضها على الأقل يمكن التفاوض معه لوقف الملاحقة والتعقبات، إما من موقع القوة والترهيب، حيث التصدي لها، إما بالثبات أمامها وعدم إظهار الهلع، أو برميها بحجر، أو من موقع الترغيب كإعطائها بعض ما تبحث عنه من مأكل و«كفى الله المؤمنين شر القتالوأشار عدد من المواطنين إلى شراسة بعض هذه الكلاب التي تلاحق راكبي الدراجات الهوائية، بينما يقول نبيل رحيل إنها ليست قوية، لكنها مزعجة، وهو عادة ما يضطر إلى ركن دراجته ورمي الكلاب بالحجارة لكي تفر ولا تواصل جريها وراءه، بينما يشير حسن البني الذي يقع منزل عائلته في مكان قريب إلى فزع حقيقي ينتاب المواطنين، ولا سيما النساء والأطفال لدى مشاهدتهم هذه الكلاب. بينما يقول عدد من الذين يمارسون هواية صيد الأسماك بالصنارة إن أعداد الكلاب ازدادت هذا العام خلافاً للأعوام السابقة.
وكانت الجهات المختصة قد وعدت سابقاً بالقضاء على هذه الظاهرة، لكنها لم تف بوعدها، وبقيت الكلاب تسرح وتمرح، وربما خفف اندفاعة المعنيين لوضع حد لهذه الظاهرة حلول موسم العواصف والأمطار الذي يحدّ تلقائياً من نشاط هذه الكلاب ويعوق حركتها.
ويؤكد مربو الكلاب أنه رغم أن شهر تشرين هو من أشهر التناسل، وهو ما يفسر كثرة انتشارها وربما خرجت للبحث عن نصيبها وبـ«الحلال»، فيبحث الذكر عن فتاته والعكس وحسب الشطارة والهمة، إلا أن فترات «التحابب» والاقتران لا تتوقف عند شهر بعينه، وقد تمتد لأشهر أخرى.