الهرمل ــ رامي بليبل
لم يكن تحرك أصحاب باصات نقل الطلاب الذي نفذوه أمس مجرد «فكرة خطرت على بال أحد السائقين»، كما قال أحد مديري المدارس الخاصة، بل هو تحرك نابع من عمق الأزمة التي تواجههم وأفراد أسرهم بسبب غلاء المحروقات من جهة، ورداءة حالة الطرقات في مدينة الهرمل من جهة ثانية.
الاعتصام الذي نفذ أمام مبنى البلدية، وانتقل لاحقاً إلى السرايا الحكومية جمع عشرات الفانات يؤازرها التلامذة الذين لم يذهبوا إلى مدارسهم، ما دفع بالقيمين عليها إلى الرضوخ للأمر الواقع وإغلاقها محتجين على غلاء المحروقات وتأخر الأعمال المفترض إنجازها على الطرقات الرئيسية للمدينة، ما يعطل الحركة العامة حيناً ويعدمها أحياناً أخرى.
ولم يسلم الاعتصام من تسجيل بعض التوترات، أهمها دخول المعتصمين إلى مبنى بلدية الهرمل والعمل على تكسير محتوياته من أجهزة كومبيوتر وطاولات وزجاج، ما اضطر رئيس البلدية الذي رفض بداية استقبالهم إلى النظر بمطالبهم التي هي فوق يد البلدية، والسير معهم إلى السرايا الحكومية حيث التقوا بالقائمقام طلال قطايا الذي وعد بإيصال مطالبهم للجهات المعنية، وطلب من متعهد شبكة المياه المسؤولة عن الخلل الإسراع في الأشغال والمباشرة الفورية بتعبيد الطرق.
انتهى الاعتصام الذي تحول إلى مسيرة سيارة، لكن التحرك لم ينته بعد، يقول أحد السائقين: «أخذنا وعداً بأن تبدأ الأعمال تمام الثامنة صباحاً، وإن لم يحصل ذلك فإن التصعيد سيد الموقف ولن يكون سلمياً والإضراب سيكون مفتوحاً وسنمتنع عن نقل الطلاب إلى مدارسهم فسياراتنا تكسرت ونحن عاجزون عن تصليحها في الوقت الذي لم نعد نستطع فيه أن نوفر ثمن ربطة الخبز بسبب غلاء المازوت ورفض أهالي الطلاب زيادة الأجرة التي اتفقنا عليها معهم يوم كانت صفيحة المازوت بـ 12000 ليرة».
بدوره مختار الهرمل علي رمزي شمص طالب الدولة بالنظر الى حال مواطنيها، «فهم اليوم بأمس الحاجة لمادة المازوت التي هي أرخص شيء لدى دول الجوار، وأضحت أغلى شيء لدينا، علماً بأن مدافئ البقاعيين نصبت، لكنها لم تعمل بعد، والصقيع دهم البيوت». كما طالب بلدية الهرمل وكل المعنيين بمطالبة متعهدي الأشغال في المدينة بالإسراع في تنفيذ أعمالهم، «فلا الطقس يسمح بأن تكون الطرقات محفورة ومقطوعة، ولا الأوضاع الاقتصادية تسمح بأن تبيت سيارات هؤلاء السائقين يومياً في كاراجات التصليح».
من جهة أخرى علمت «الأخبار» أن النقابات المهنية والتربوية ستعقد اجتماعاً اليوم في منزل أحد النقابيين في الهرمل للتداول بالأمر، وسيصدر عن الاجتماع بيان يرفع بواسطة القائمقام إلى المعنيين.