ثائر غندور
ارتفع مستوى الهجوم «المستقبلي» على الرئيس نبيه برّي ليصل إلى وصفه بالـ«مهرطق الدستوري» على لسان نائبه فريد مكاري. وتبشّر مصادر نيابيّة قريبة من تيّار المستقبل بـ«أننا ما زلنا في أول الطريق، ووقت العبارات الثقيلة قريب».
وتقول مصادر المستقبل إن المشكلة مع برّي بدأت يوم الجمعة 7 الجاري، عندما حضر ستة وتسعون نائباً إلى البرلمان. وتلفت المصادر إلى أن برّي تعهّد بأن يعود وزراء حركة «أمل» إلى الحكومة، على أن يعمل على إقناع حزب الله بعودة وزرائه، ويقوم عشرة نوّاب بتقديم اقتراح لتعديل الدستور (خمسة من الموالاة وخمسة من المعارضة). «لكن أتت التعليمة السوريّة لبري، فتراجع عن تعهّداته»، بحسب المصادر.
في المقابل، تقول مصادر في المعارضة إن برّي لم يُقدّم هذا التعهّد، ولم يُعلن قط أنه في وارد التحفّظ على قرارات الحكومة، «لأنّه لا يعترف بشرعيّتها وميثاقيّتها، ولن نتراجع عن هذا الموقف حتّى لا نكون قد شرّعنا لسابقة دستوريّة». وتضيف المصادر أن برّي اقترح تأليف لجنة وزاريّة تعيد النظر في كلّ القرارات، وتقرّ ما له علاقة بالحقوق المكتسبة للمواطنين، لكون بعض هذه القرارات يمسّهم مباشرة، وتعدّل القرارات التي ترى اللجنة ضرورة لتعديلها. وتضيف المصادر المعارضة أن النائب سعد الحريري سافر يوم السبت إلى السعوديّة وغاب عن السمع، بينما كان يفترض تكثيف اللقاءات من أجل حل عقَد التفاصيل. وعاد الحريري يوم الاثنين الماضي من السعوديّة ليبدأ بالقصف السياسي على برّي، وذلك بغية التهرّب من التعهّدات التي قدّمها له في موضوع الحكومة. وتضيف المصادر أنّ الحريري والأكثريّة لم يقدّما أية تعهّدات في موضوع قانون الانتخاب أو الوزارات السياديّة أو البيان الوزاري، «بسبب غياب القرار عندهم بإنجاز التوافق السياسي».
ويستشهد الطرفان بالأشخاص الذين كانوا موجودين في المجلس يوم الجمعة. ويقول أحد الذين كانوا موجودين في إحدى غرف مجلس النوّاب التي كان يعمل فيها النائبان بهيج طبّارة وروبير غانم على إعداد العريضة النيابيّة التي كان يُفترض توقيعها، إن برّي دخل إلى تلك الغرفة بغية الإطلاع على سير العمل. ويضيف هذا النائب: «دخل من يقول لبرّي إن الحريري يريد أن يتريّث في التوقيع على العريضة، فقال برّي للنائبين طبّارة وغانم: فإذاً مش ضروري نخلّصها اليوم».
وينفي النائب أن يكون برّي قد تعهّد أمامه بعودة وزراء حركة «أمل»، لكنّه ردّ على هذا الطلب: «خلّينا ندرسه».
في هذا الوقت، أعلنت المعارضة تكليف النائب ميشال عون التفاوض باسمها، «ولم يتصل أحد بنا»، على ما يقول النائب إبراهيم كنعان. ورأى أن ردّ الحريري عبر الإعلام تهرّب من التوافق واختباء خلف الإصبع.