صيدا ــ خالد الغربي
كرّمت «حلقة التنمية والحوار في صيدا» المطران سليم غزال لمناسبة نيله جائزة «السلام في الأرض» العالمية التي تسلّمها الشهر الماضي في الولايات المتحدة الأميركية بدعوة من أبرشية دافنبورت في ولاية أيوا، وهي جائزة سنوية تمنح عادة لشخصيات برز دورها في حقل الحوار والمصالحة بين الأديان ومشاريع التنمية على أساس الوحدة البشرية واحترام حقوق الإنسان. وتتعاون في منح الجائزة جهات عدة إضافةً الى أبرشية دافنبورت، جامعة القديس أوغسطينوس واتحاد الكنائس الإنجيلية وجمعية باكس كريستيبعد عرض فيلم وثائقي عن الجائزة التي نالها المطران غزال تضمّن عرضاً لمسيرته ودوره من إعداد وإخراج عضو حلقة التنمية والحوار الياس جبور، تحدث في حفل التكريم السفير فؤاد الترك فقال: «سليم غزال اللبناني هو الذي يؤمن ويعمل للبنان الواحد ويعترف بالآخر ويحترم الآخر ويتفاعل مع الآخر ويعلن وهو المسيحي الراهب والأمير بين أمراء الكنيسة أن لبنان من دون المسلمين ليس لبنان بالقدر الذي يعلن فيه أن لبنان من دون المسيحيين ليس لبنان».
وأضاف: «إني أتطلع إلى يوم عساه قريباً أن نتوقف فيه عن استخدام هذه المصطلحات التي تعب الناس منها: التعايش والعيش المشترك والحرب الأهلية والسلم الأهلي والتلاحم الوطني والوحدة الوطنية والانصهار الوطني والتضامن الوطني والتماسك الوطني الى غيرها من عبارات ظاهرها توحيدي وباطنها تقسيمي، وأن يوفّر لنا السلام الآتي بإذن الله قاموساً سياسياً جديداً للبنان، لبنان الحياة الواحدة المتنوع ضمن الوحدة، لبنان الدور والرسالة، لبنان النموذج لحوار الأديان والثقافات».
ثم ألقى المحتفى به كلمة رأى فيها أن أغلى وأهم جائزة حصل عليها هي محبة الناس وثقتهم التي هي الوسام الحقيقي الذي يعتز به، وقال: «عندما كنت أتسلّم جائزة السلام والحرية مرت بخاطري صور كل الأشخاص الذين رافقوني، وتخيلت أن يد كل واحد منهم تمتد مع يدي لتسلّم الجائزة التي أعتبرها شهادة تقدير ودعم من جانب بعض الهيئات الدولية للمسيرة التي مشيناها معاً تحت عناوين: أهمية التلاقي المسيحي ـــــ الإسلامي، بناء آليات الحوار والانفتاح، نبذ العنف والتربية على السلام، تنمية الإنسان والمجتمع، رفض الفرز السكاني على أساس طائفي، المساعدة في عودة المهجرين، تدعيم مقومات المجتمع الأهلي، قبول الآخر وعدم التمييز بين الناس».
وختم المطران غزال: «أدعوكم اليوم بمحبة وحرارة للمشاركة معي في سبيل تحقيق أهدافنا الواحدة، وإنني أعتبر هذا الوسام على صدري وساماً على صدر كل رجل وامرأة من الذين مشوا معي منذ الساعة الأولى ورافقوني في الدرب الطويل، وأن لا أهمية للأوسمة والجوائز إذا بقيت حبراً على ورق ولم نعمل جميعاً بجهد وتضحية وإخلاص على تجسيد هذه الصورة في حياة الوطن».