ليال حداد
المظهر، السلوك، الثقة، حب المعرفة، التميّز، النّزاهة، المفخرة، العزم، حسّ الفكاهة والرؤيا. مثّلت هذه القيم العشر موضوعات الملصقات التي صمّمها ونفذّها طلاب التصميم الفني «graphic design» في الجامعات اللبنانية وعرضوها في مسابقة
«الملصق الإعلاني الثقافي الخلّاق» التي نظمتها شركة «اكسبيدايترز».
وتقول إحدى منظّمات المسابقة بلانش باز إنّ هذه القيم تمثّل قناعات الشركة التي رغبت في إشراك الطلاب في الأفكار. وكانت أربع جامعات قد شاركت في المسابقة وهي جامعة سيدة اللويزة NDU،الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST)، جامعة الروح القدس الكسليك، والجامعة اللبنانية. من جهتهم، بدا الطلاب المشاركون متوتّرين خلال انتظارهم صدور النتائج النهائية التي استغرقت أكثر من ساعة ونصف ساعة.
تنظر الطالبة ندى عبد الخالق مراراً إلى ساعتها ونظرها يتركّز على القاعة التي يجول فيها أعضاء لجنة التحكيم «هلق بس يضهرو منعرف النتيجة». تشرح ندى عن ملصقها متاملةً أن تكون من بين أحد الفائزين الثلاثة الذين سيربحون تذاكر سفر سياحية.
أمّا الطالب جورج غوغو، فيصرّ على أنّه سيكون حتماً أحد الفائزين «بدأت منذ الآن أختار وجهتي السياحية»، يضحك على تعليقه. يبدو غوغو راضياً عن ملصقه، «فقد عمل عليه طويلاً».
الساعة الثالثة والنصف فتحت أبواب صالة العرض أمام الطلاب الذين تهافتوا إلى الداخل. وقف كل طالب أمام ملصقه، كما اطلّع كل منهم على بقية الملصقات، فبدت خيبة الأمل على وجه الطالبة منى الحاج: «ليك شو فيه تصاميم حلوة أكيد مش رح إربح». بدورها، تشرح الطالبة يمنى شيباني لأمها وشقيقتها عن معنى ملصقها حول موضوع حس الفكاهة «الحياة قصيرة جداً لنقضيها تُعساء في عملنا ومع زملائنا».
من جهتهم، كان لأعضاء لجنة التحكيم الأربعة رومل صابر، يوري مرقدي، ربى زيدان، ولينا كيلاكيان، رأيهم المتفائل بمستقبل «المصممين الصغار». فتقول زيدان إنّ اللجنة فوجئت بمدى إبداع الطلاب، وخصوصاً في ظل الأوضاع التي يعيشها لبنان، وشرحت طريقة تقويم كل تصميم: «هناك أربعة عوامل نحاسب على أساسها الطالب وهي: الإبداع، التقنية المستعملة، علاقة الملصق بالموضوع المطلوب، وردّ الفعل الذي يثيره لدى الناظر إليه»، وأكّدت زيدان أنّ النشاط هو باكورة النشاطات الأكاديمية التشجيعية للطلاب اللبنانيين «وسننظّم نشاطات أخرى بعد النجاح الذي حققه المعرض اليوم (أمس)».
غير أنّ المعرض لم يخلُ من الصبغة الإعلانية للشركة، بحيث تخلّله عرض لفيلم وثائقي عن الشركة في العالم وفرعها في بيروت. كما تحدّث رئيس الشركة في أوروبا وأفريقيا، والشرقين الأدنى والأوسط رومل صابر عن أهمية ما يقوم به الطلاب اللبنانيّون، مركّزاً على أهمية مفهوم الثقافة وضرورة تشجيعه في المجتمع لمساعدة الطلاب على «المضيّ في إبداعهم».