فداء عيتاني
ثمّة من يحلم في لبنان بأنّ «منقذاً»، أو «مخلّصاً»، أي رجلاً واحداً، يمكنه إسعافنا وتغيير حياتنا البائسة، نحن المواطنين الذين تتقاذفنا أمواج المؤامرات الدولية والمواسم الطائفية.
مخلّص واحد فرد، أين منه صلاح الدين، تنتشر صوره، وتحتها عبارات تداعب مشاعر الأمل والطموح بحياة سعيدة. جنرال ينظر إلى البعيد، نحو الأفق المشرق للوطن. إنّها فكرة تكفي لتقشعرّ لها الأبدان حبوراً وسعادة، حيث سيأتي بعد زمن الفراغ زمن الجنرال، الذي سيحوّل اليابس إلى أخضر.
قديماً، منذ ربع قرن، نشرت عناصر المكتب الثاني في كل شوارع بيروت والضواحي صوراً وتعليقات على الجدران تشيد بـ«مغامرة الإنقاذ» وصاحبها الرئيس الشاب، لا بل تعمّدت هذه العناصر ارتكاب هفوات في الإملاء لإشعار المواطن بأنّ صاحب الكتابة إنّما هو متطوّع لا مجنّد.
وبعد أشهر قليلة، كانت مدفعية مغامرة الإنقاذ تقصف أرجاء بيروت وضاحيتها الغربية.