طرابلس ـ ديما شريف
تعاني الجامعة اللبنانية من واقع مكتباتها المتردي حيث لا يجد فيها الطالب ما يحتاج له من مراجع وكتب لأبحاثه، وهو ما يدفعه للبحث عن وسائل جديدة لزيادة المعرفة. قاد هذا الواقع الطالب في السنة الرابعة حقوق في الفرع الثالث محمد الأيوبي، إلى إنشاء مكتبته القانونية الإلكترونية بموارد بسيطة هي جهاز الكومبيوتر الخاص به في المنزل، وحبه للإنترنت.
محمد هاله ما يعانيه الطالب في التحضير لأبحاثه والتفاوت الكبير بين طلاب المواد التطبيقية في جامعته من مجموعة لأخرى لاختلاف المنهجيات والمصادر المعتمدة. وفي أثناء بحثه على الانترنت عما يفيده في دراسته، عثر محمد على موقع واحد من البحرين يقدّم مناقشات بين التلامذة حول صعوبة المواد والدراسة. فبدأ بالتحضير لإنشاء موقعه الإلكتروني الخاص بالحقوقيين لتوفير أبحاث ومراجع قانونية وحقوقية منوعة. وكان محمد قد شارك سابقاً في إنشاء مكتبة موقع «صوتك اونلاين» الالكترونية، فاستفاد من خبرته ليجمع حتى الآن عشرات الكتب العربية والفرنسية الحقوقية. يقول محمد إن «بيروت أم الشرائع ولبنان غني بالكنوز القانونية التاريخية، ورغم ذلك فإن طلاب القانون ما زالوا يعتمدون طرقاً بدائية في العمل والتفكير والبحث بعيدة عن منهجيات البحث المتطورة». ويضيف: «يجب على طلاب القانون في لبنان إيجاد تجمع معنوي لأن المجال المهني تغييري ويطال الجميع».
بعد إنشائه الموقع، أخذ محمد الفكرة وعرض ما فعله حتى الآن على مدير كليته الدكتور جورج شدراوي الذي فاجأه بتبنٍّ كامل للمشروع، داعياً إلى تعميمه على كل الجامعة وليس فقط على هذه الكلية والفرع، وإقامة موقع للطلاب لمناقشة الدروس وتبادل الخبرات بدلاً من استعمال المكتبات التي لا تحتمل الدرس الجماعي.
ووعد شدراوي بالعمل على تخصيص جهاز كمبيوتر للطلاب في المكتبة لمتابعة الموقع وصيانته مع تفريغ موظف متخصص بالمعلوماتية لمساعدة الطلاب في مسعاهم هذا، مؤكداً أنّ الجامعة ستتحمل كلفة شراء الاسم التجاري الإلكتروني (Domain Name) للموقع بعد رأس السنة.
طالب القانون لم تفته مسألة حقوق النشر، لذا فهو يأتي بالكتب من مواقع تعرضها مجاناً، ويتم احترام الأمانة العلمية فلا يُمس بمضمون الكتب، وينسب كل كتاب للموقع أو المنتدى الذي أخذ منه.
وتعرض الصفحة الأولى للموقع باستمرار موضوعات وأخباراً قانونية وحقوقية وجديد المحاكم والقوانين من صحف «السفير»، «الأخبار» و«الديار». وفي الاشهر المقبلة سيتم تحديث الموقع ليضم ملفاً شهرياً يتناول قضايا قانونية معاصرة ومهمة للواقع العربي، وتخصيص أبواب لحقوق المرأة والطفل العربي، ومعالجة مسألة عمالة الأطفال من الناحية القانونية. يطمح محمد إلى أن يصبح الموقع مكتبة تشريع عربي تضم قوانين كل الدول العربية لتتوافر أمام الباحث والطالب وتسهل عليه عمله. ويضم الموقع بعض القوانين والتشريعات من مصر وسوريا. كذلك ينوي إحداث قسم للمعرفة القانونية التاريخية لتعريف الطالب والباحث على الشخصيات القانونية العالمية، تاريخ القوانين وأصل الكلمات القانونية.
ويسعى محمد إلى القيام بحملة ترويج للموقع بعد عطلة الأعياد بين الطلاب، الأساتذة، المحامين في نقابتهم في طرابلس بدايةً، ولاحقاً في بيروت وعلى مستوى لبنان كله.
طموح محمد لا يقف هنا، بل يريد أن يؤسس اتحاداً إلكترونياً لطلاب القانون العرب، وهو يسعى إلى السفر السنة المقبلة إلى فرنسا لمتابعة دراساته العليا في جامعة السوربون، وإذا لم يُقبل فسيعدّ نفسه لتقديم امتحانات معهد القضاة. أما عنوان الموقع المؤقت فهو:
www.droit.bb2.org