أطلق «صرخة في وادي الأزمة» داعياً إلى التجاوب مع مبادرة رؤساء الوزراء السابقين
تحت عنوان «صرخة في وادي الأزمة»، عقد الرئيس سليم الحص مؤتمراً صحافياً في دار نقابة الصحافة أمس، تناول فيه ميثاق الشرف الذي وقّعه رؤساء الحكومات السابقون، والذي تنصّ مبادئه على ضرورة «اعتماد خطاب سياسي بنّاء، وتوجّهات إعلامية واعية تسهم في تعطيل مشاريع الفتنة المذهبية والطائفية»، إضافة الى «التعهد بالامتناع عن اللجوء إلى السلاح أو استخدامه في وجه أي لبناني آخر، في أي ظرف من الظروف»، مطلقاً نداءً للتجاوب مع هذه المبادرة.
وحذّر الحص من أن مشروع الفتنة المذهبية في لبنان ما هو إلا «امتداد ورافد لمكيدة الفتنة في العراق»، حيث إنها «إذا تفجّرت في لبنان، فلن يسلم من تداعياتها أي قطر من الأقطار العربية»، موضحاً أن «المشروع الأم هو الشرق الأوسط الجديد، وهو يقوم على تفتيت أقطار المشرق العربي كيانات مذهبية وطائفية وإثنية بحيث يقع المشرق العربي أجمع تحت هيمنة إسرائيل».
وفي موضوع الفتنة المذهبية، أوضح أن لبنان «لم يكن يعرف التفرقة المذهبية، وما عرف التمايز بين سني وشيعي يوماً»، وحمّل «المظلة الأميركية» مسؤولية الانقسام الحاصل، حيث إن «الخارج بات يتحكم بساحتنا الداخلية، وهو الذي يحرّكه ويغذيه ويؤججه»، مضيفاً: «ما يدور من حماقات على هذا الصعيد في لبنان يبدو مثله في العراق بين العرب والأكراد، وبين السنة والشيعة. ويدور مثله بين أخوة في النضال في فلسطين. نحن لا نتصرف كشعب، بل كقبائل».
ومتسائلاً: «أما آن لنا أن نتصرف كشعب لبناني، ونقول مع من يقول شتان بين الطائفية والدين؟»، أكد الحص أن «الدين رسالة، والطائفية عصبية. ما أعظم الدين وأحقر الطائفية، وأخطر أشكال الطائفية المذهبية. فلنقلع عنها بوعينا وإرادتنا وتصميمنا. أين هم قادة هذا الشعب يقودونه إلى سواء السبيل؟ وأين هو دور وسائل الإعلام ورجاله في إشاعة أجواء الوحدة الوطنية التي لا وجود لوطن من دونها؟ لا بل أين هو المسؤول يمارس مسؤولياته على هذا المستوى، وهو المسؤول أولاً وآخراً. هذه صرخة في وادي الأزمة، فهل سيكون لها الصدى المرتجى؟».
وأشار الحص الى بعض التحوّلات على صعيد الرأي العام اللبناني خصوصاً والعربي عموماً، حيث «بتنا نسمع على لسان لبنانيين مفاضلة بين إسرائيل ودول عربية مجاورة، وهذا ما كان في الماضي في منزلة الكفر في المنطق القومي»، مؤكداً أن «المؤامرة أكبر منا، والمتآمرون قادرون على تعطيل أي جهود تبذل لتدارك الفتن في بلادنا، ولذا عقم كل المحاولات التي بذلت وتبذل من أجل التوصل إلى حلول ناجعة لأزمة لبنان، وكذلك لأزمة العراق وأزمة فلسطين».
وقال: «نختم بالقول مجدداً: إننا للأسف لا نتصرف كشعب، بل كقبائل، وقبائل العصر تسمى طوائف. فكما كان لكل قبيلة شيخ، يدعى شيخ القبيلة، فإن لكل طائفة في لبنان زعيمها أو من يدّعي زعامتها. وكثيراً ما تكون زعامة الطائفة محل نزاع يتخذ أحياناً أبعاداً خطيرة. أما آن لنا أن نتصرف كشعب لبناني، ونقول مع من يقول: شتان بين الطائفية والدين؟ الدين رسالة والطائفية عصبية. فالأديان تجمع على قيم سامية مشتركة، والعصبيات تتصادم إذ ينبري أصحابها إلى إلغاء بعضهم بعضاً.
ما أعظم الدين وأحقر الطائفية، وأخطر أشكال الطائفية المذهبية».
ورداً على سؤال إذا كانت المبادرة ستلقى صداها العملاني، أجاب: «لقد نفذت هذه المبادرة، لكننا نعيش اليوم واقع الأمن، ونحن نشهد وجود مؤتمر موسع للحوار الوطني وطلبنا الخروج من الشوارع، وطلبنا إيجاد وسيلة باعتبار أن الحكومة في حكم المستقيلة وتصرّف الأعمال، ونطالب رئيس الجمهورية باعتبار الحكومة أقل من غير موجودة»، داعياً الى ضرورة انعقاد «مؤتمر موسع للحوار الوطني، على رأس جدول أعماله معالجة الوضع الحكومي وتصحيحه، هكذا نكون قد أقنعنا المعارضة بالخروج من الشارع، مع قرب ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري».
وتعليقاً على البيان الأخير للرئيس الأميركي جورج بوش الذي دعا فيه الى محاسبة «حزب الله»، أشار الحص الى أن «من حقنا أن نطالب بمحاسبة بوش، لأنه تسبب بهذا القدر من المآسي في لبنان وسائر بلدان المشرق العربي. لأننا، منذ أن وقعنا تحت المظلة الأميركية، أصبحنا نسمح بالتمايز بين السني والشيعي، وبالتهديد بحرب أهلية في لبنان وفلسطين».
تجدر الإشارة الى أن المؤتمر كان قد استُهلّ بكلمة لنقيب الصحافة محمد بعلبكي، ضمّ فيها صوت الصحافة الى صوت الحص ورؤساء الحكومات السابقين في ندائهم.
(وطنية)




قوى الشمال تؤيّد الميثاق

أكدت القوى السياسية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني في الشمال دعمها «ميثاق الشرف الذي وقّعه رؤساء الوزراء السابقون، الداعي لعدم الاحتكام الى السلاح»، مشيدة بـ«الدور الوطني للجيش اللبناني بقيادة العماد ميشال سليمان».
وأشار بيان أصدرته القوى، إثر اجتماع عقدته في مقر «حزب الله» في طرابلس، إلى ضرورة «رفض الاستفزازات الهادفة الى إشعال الفتنة في طرابلس، بين التبّانة وجبل محسن»، داعياً الى «كشف المحرّضين ومعاقبتهم، حتى لا يبقى أبناء الشمال أسرى التحريض والتضليل».