بعد رفيق الأمان.. إلامَ تهدفون؟
  • روز زيــــاده

    اليوم عادت بنا الذاكرة الى إحداث مشابهة، الذي تغير فيها اسم اليوم والمكان، عدا ذلك فنحن ننتحب على احباء سقطوا وذنبهم كل ذنبهم انهم شعب كادح يقصد كل منهم مورد رزقه. الآن بدأ مسلسل آخر من الخوف.
    سنتان مرتا على الفاجعة الكبرى التي اودت بعرّاب نظام الامن، وسلخته عن بلاده وشعبه، ومدينته بيروت، ونظام الأمن والامان دفن معه في الحفرة. مارد مد يده فأوقف زوبعة القتل والدمار وعندما اسبلها الموت تحررت الزوبعة لتعود اولاً الى مقار نواب وكتاب، لتزرع الهلع في قلوب السياسيين من دون هوادة، ولكي تلوي اقلام الكتاب، وتهذّب ألسنة المذيعين وتزيد الظلم.
    سنتان على تدمير امّة. على كسر حاجز المعاصي. ما من انسان لبناني الا شعر بأن الاعتداء على الشيخ رفيق ورفاقه كان اعتداء عليه شخصياً، فجاب الطرقات مرة للصلاة واخرى للاحتجاجات.. ولم يزل في الطرقات.
    والآن ماذا يا حكام، ويا من توليتم ادارة حياة شعب لبنان؟ ألم تتعبوا بعد؟ بالأمس كان المحتل هو متعهد الخراب ومزلزل الامن في لبنان، مع ذلك صمدتم، مع ذلك عضضتم على جراحكم ومشيتم على الطريق الشاق. لماذا بعد ذهاب المحتل فقدتم صبركم، وضاعت كل الامنيات التي كنتم وكنا معكم نحلم في تحقيقها لو كانت بلادنا حرة.
    تحررت من المحتل لكن... ويا حسرتاه لم تتحرر من محتل آخر، محتل يعتصر كيانكم فيضغط على كل البلاد. لأول مرة مذّاك تستهدف «بوسطات للركاب»، هل يا ترى تعاهدتم مع متعهد خراب، وحرب ودمار آخر... هل ستعيدون الكرة في مآسي بدأت باغتيال زعيم شعبي وتبعها حادث «البوسطة» وعايشتموها ستة عشر عاماً؟ وعاث الفساد في كل المنطلقات.
    هل هدفكم يا حكام بلادي، ويا معتصمون بالبنود والفواصل، هل هدفكم اعادة خراب لبنان وهدمه على رؤوسنا، وتشريد اولادنا من جديد؟ فنضيع وتضيعون ويبكينا... لا بل يلعننا لبنان ارض القديسين والانبياء ؟.

    تطورات خطيرة... عشية ذكرى 14 شباط

  • هادي الياس الهاشم

    في تاريخ الشعوب والأوطان، هنالك رجال يدخلون التاريخ من خلال الأدوار التي يؤدّونها فيتقرر مصير أوطانهم.
    لذلك سياسيو لبنان مدعوون اليوم، أكثر من أي وقت مضى ان يكونوا رجال تاريخ، لأن الانتماء إليه رسالة حضارية لكل الأجيال اللاحقة.
    وإذا راقبنا عن كثب ما حدث بالأمس من جريمة نكراء همجية أودت بحياة العديد من الأبرياء وأسقطت عدداً لا بأس به من الجرحى، ليس ذنبهم إلا أنهم لبنانيون. واذا قمنا بربط هذه الجريمة وتوقيتها بالجرائم التي سبقتها، وخاصة التي استهدفت المناطق المسيحية من الزلقا الى جديدة والكسليك وغيرها، فهي تشكل إنذاراً لكل القيادات المسيحية، وخاصة قيادات المعارضة، بوجوب العودة الى مواقعهم الوطنية، والحؤول دون تحقيق المآرب السورية بالعودة الى لبنان والسيطرة عليه مجدداً على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية.
    إن هذه الجريمة تعتبر رسالة متعددة الأطراف، إضافة الى كونها تشكل إنذاراً بإمكانية حدوث فتنة داخل المجتمع المسيحي يجب تداركها. كذلك يمكن اعتبارها رسالة أمنية الى جميع من سيشارك في ذكرى 14 شباط. هذه الذكرى الأليمة التي كانت نقطة تحوّل جذرية في تاريخ إنهاء عهد الوصاية السورية في لبنان.
    فهذه هي اللحظة التاريخية لإعادة خلط الأوراق السياسية وعودة جميع الأفرقاء الى الجوهر ألا وهو معرفة الحقيقة، من خلال تسهيل قيام المحكمة الدولية التي هي الحل الوحيد لردع المجرمين، لأنه من خلالها سوف يتمكن اللبنانيون من العيش بسلام وتحقيق حلمهم بلبنان الحرية والازدهار.
    فلا بد من العودة الى الخيارات الوطنية من دون تغليب المصالح الخاصة والإقليمية على المصلحة الوطنية. ولا بد من عودة حزب الله الى الحوار الوطني الداخلي، داخل مؤسسات الدولة، وإنهاء حالة الاعتصام الذي تحوّل مع الوقت الى نوع من احتلال للأملاك العامة.
    كذلك لا بد للجنرال ميشال عون من العودة الى موقعه الطبيعي الأول الذي سعى من خلاله الى خروج سوريا العسكري من لبنان. وهو مدعو أيضاً الآن للوقوف جنباً الى جنب ومواقف بكركي الداعية الى الوحدة المسيحية، لإضاعة الفرصة على من يرغب في حدوث الفتنة في لبنان.