جبيل ــ جوانّا عازار
«اليوم دور الميّ أو بكرا؟» أولى العبارات التي تتلفّظ بها النساء كلّ صباح في مدينة جبيل وقضائها ومعظمهنّ يقلن إنّ وضع المياه هو كوضع الدولة «شدّ نزول». فالجبيليّون يشتاقون للمياه التي تزورهم نادراً. هم الذين اعتادوا دفع فاتورتين للمياه، الأولى بدل الاشتراك السنوي لمصلحة المياه بقيمة 236 ألف ليرة لبنانيّة، والثانية لأصحاب الصهاريج الذين ينقلون المياه للمواطنين صيفاً وشتاء. فأزمة شحّ المياه في جبيل وقضائها قديمة، وهي مرتبطة أيضاً بأزمة انقطاع الكهرباء التي تؤّثر على ضخّ المياه بالمولدات الكهربائيّة، إضافة إلى أنّ شبكات توزيع المياه التي يعود تركيبها إلى عام 1964 أصبحت مهترئة، وقد درس وضعها خبراء فرنسيّون وخلصوا إلى نتيجة مؤسفة، وهي أنّ نسبة الهدر في المياه بسبب هذه الشبكات تصل إلى 70%.
غير أنّ هذا الوضع لن يطول حسب ما أفاد مصدر مطّلع في مصلحة المياه، إذ إنّ مشاريع جديدة خطّط لها وستبصر النور قريباً، إذ تقوم المصلحة بتجارب على محطّة جديدة لتكرير المياه، والعمل سار لتحسين الوضع بشكل كبير. فالخزّان الذي يغذّي مدينة جبيل وقضائها يؤمّن ألف متر مكعّب من المياه يومياً، في حين أنّ المحطّة الجديدة قادرة على تأمين 15 ألف متر مكعّب من المياه يومياً عند بدء العمل بها. هذه المحطّة الجديدة تعمل بفضل تقنيات حديثة ونظام تشغيل فرنسي، وآليّة العمل فيها حديثة ومتطوّرة إذ تشغّل المصافي فيها بواسطة الكمبيوتر وهي تكفل تأمين المياة النظيفة للمواطنين. وهذه المحطّة هي جزء من برنامج شامل لكلّ قضاء جبيل عملت به مصلحة المياه لتصحيح الوضع الحالي والخلل الذي تعانيه المنطقة. فجبيل وقضاؤها بحاجة يوميّاً إلى 35 ألف متر مكعّب من المياه، في حين أنّ الكميّة المتوافرة والتي توزّع يوميّاً هي فقط 15 ألف متر مكعّب، أي أقلّ ممّا تحتاج إليه المنطقة. من هنا كان برنامج العمل الذي يشمل محطّة التكرير الجديدة في جبيل والكفيلة بتأمين 15 ألف متر مكعّب من المياه يومياً، إضافة إلى محطّة أخرى هي محطّة في نهر إبراهيم تغذّي منطقة نهر إبراهيم ــ حالات ــ الفيدار مصدر مياهها هو نهر إبراهيم، وقد لزّمت لأحد المتعهّدين وبدأ العمل عليها، ومن المرجّح أن ينتهي العمل بها بعد ستّة أشهر، وهي كفيلة بتأمين 5 آلاف متر مكعّب من المياه يومياً. في حين أنّ المحطّة الثالثة التي يعمل عليها تشمل خطّ أفقاــ العوينة وينتهي العمل بها بعد نحو شهر، وهي قادرة على تأمين 5 آلاف متر مكعّب من المياه يوميّاً.
كلفة المشروع لكلّ قضاء جبيل هي 10 ملايين دولار، وسيتمّ تدشين المحطات الجديدة قريباً. ومحطّة جبيل كفيلة بتزويد المياه لجبيل، بلاط، قرطبون، مستيتا، عمشيت (المنطقة البحريّة وصولاً إلى بلدة الحلوه) وداخل البلدة حتّى ارتفاع 80 متراً... وهذه المياه صالحة للشرب. كذلك خطّ أفقا ــ العوينه قادر على تأمين المياه لبلدات العوينه، عنايا، اهمج، مشمش، ترتج، راس اسطا، علمات، الخاربة وصولاً إلى ميفوق.
وبحسب المصدر عينه، تصبح جميع هذه المحطات قيد العمل بعد فترة وجيزة، وحتّى آخر سنة 2007 على أبعد تقدير. بحيث تصبح التغذية اليوميّة للمياه 15 ساعة على الأقلّ.