فضل الله: الجدل العقيم قد يسقط الهيكل على رؤوس الجميع

استبعد خطباء الجمعة إمكان التوصّل قريباً إلى حلّ للأزمة القائمة في لبنان، انطلاقاً من تعثرها وضياعها في أكثر من محطة دولية وإقليمية، محمّلين الإدارة الأميركية و«متلقّي» مشاريعها «الأكثريين» مسؤولية إفشال المساعي والمبادرات الرامية إلى إيجاد مخرج لهذا المأزق الذي يهدّد واقع لبنان ومصيره.
فقد أكّد العلامة السيد محمد حسين فضل الله أن «الجدل العقيم لن ينقذ البلد، بل قد يساهم في سقوط الهيكل على رؤوس الجميع»، ورأى أن مشكلة لبنان تستوجب «الوصول إلى دراسة شاملة لكل المشاكل العالقة في معطياتها الواقعية، للاتفاق على الحل الذي يؤكد فيه الجميع أنهم معنيون بوطنهم وبقضاياه المصيرية وأوضاعه الحيوية»، منبهاً إلى أن احتدام الصراع بين أهل السياسة «قد يقود إلى بعض المواقف التي لا تحمد عقباها».
ولافتاً إلى أن لبنان «يمثل الساحة التي تعتبرها الولايات المتحدة موقعها المفضل في تحريك سياستها في المنطقة، لممارسة الضغوط المتنوعة على أكثر من بلد»، وهو «تحول إلى ساحة صراع وتجاذبات إقليمية ودولية»، أكد أن أميركا تقف وراء «تعطيل أكثر من مبادرة لحل الأزمة السياسية الداخلية، بالرغم من سعي بعض الدول العربية الحليفة لأميركا إلى إطلاق أكثر من مبادرة».
ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان إلى «التزام الهدوء والعقلانية»، لأن «المصالحة ليست عجزاً وضعفاً، بل تصبّ في خانة حفظ لبنان واستقراره»، مضيفاً: «نقول للموالاة: كفاك عناداً، وللمعارضة: تنازلي، ولو عن حقّك من أجل مسيرة البلد وحفظه»، و«لكل المتطفّلين والخارجين والمنحرفين نقول: نحن نرفض أن ننجر إلى فتنة، ولا نردّ على المشاغبين المصطادين في الماء العكر، نحن نرفض الشتم واللعن، ونطالب العقلاء في لبنان أن يتعاونوا في ما بينهم للجم المتطرفين».
ورأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن حلول الأزمة في لبنان «لا تزال بعيدة المنال، وأن عناصرها لم تجد من هو قادر على ترتيبها وتركيبها في الشكل الذي يسمح في انطلاقتها المتعثرة والضائعة في أكثر من محطة دولية وإقليمية»، مشيراً إلى أن اللبنانيين «سئموا أوراق الحلول المستورة، وملّوا النفاق والتلون بالمواقف، وباتوا مشمئزين من التضليل السياسي».
من جهته، حمّل رئيس «هيئة علماء جبل عامل» الشيخ عفيف النابلسي أميركا وفرنسا مسؤولية «حجب الحل عن اللبنانيين، ومحاصرة الاتصالات، وتعطيل المساعي العربية والإقليمية»، داعياً الى إقرار المحكمة الدولية «وفق الصيغة اللبنانية، وليس على أساس الشروط الفرنسية والأميركية، على أن ترفع الظلامة لا أن تكون أداة للظلم أو وسيلة للفتنة أو تغليباً لفريق على حساب فريق آخر».
وأسف عضو مجلس أمناء «تجمع العلماء المسلمين» في لبنان الشيخ مصطفى ملص لـ«الحالة التي وصلت إليها القيادة السياسية المتصدرة باسم الطائفة السنّية في لبنان»، محمّلاً بعض رموز الموالاة مسؤولية «إحباط محاولات حلّ الأزمة الحكومية، بشكل يدفع المواطنين إلى اليأس ويجعلهم يعيشون هاجس الفتن والاقتتال»، لأن هذه الرموز «تعمل لتصفية حسابات شخصية على حساب الوطن والمواطن».
وناشد ملص مالكي القرار «العودة إلى ضمائرهم، بعيداً عن إرضاء جهات أو فئات أو دول ما عرفت يوماً سلوك سبل الصداقة مع أمتنا».
وندّد عضو مجلس أمناء «حركة التوحيد الإسلامي» الشيخ شريف توتيو بالقرار الأميركي القاضي بتصنيف مؤسسة «جهاد البناء» منظمة إرهابية، لأنه دليل على «الانحياز الفاضح للعدو الصهيوني»، مؤكداً أن هذا التصنيف «وصمة عار على جبين أميركا والعالم الحر المتفرج، ووسام شرف وتقدير على جبين هذه المؤسسة».
ودعا رئيس «لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية»، نائب رئيس «جبهة العمل الإسلامي في لبنان» الشيخ عبد الناصر جبري إلى ضرورة «التوحّد وعدم التعالي، لأن البلاد بحاجة إلى جهود الجميع»، مضيفاً: «لا يجوز السماح للأجنبي بإملاء شروطه علينا، ولا يجوز الاستماع إليه والإنصات لدعوته إلى الفتنة الطائفية أو المذهبية».
وحمّل عضو شورى «حزب الله» الشيخ محمد يزبك بعض أطراف «قوى 14 شباط» مسؤولية «إفشال المبادرات والوساطات، ومواصلة سياسة التخوين وبث الفرقة بين اللبنانيين»، مؤكداً أن «سيـــــــــــاسة إقفال النوافذ تعني أنهم يتحملون المسؤولية كاملة في إبقاء الوضع على حاله من التشنج».
(الأخبار، وطنية)